“خراطة من الاحتلال إلى الاستقلال” هو العنوان الذي اختاره عبد الحق سماحي، لكتابه الجديد الصادر عن دار آدم مرام للنشر والتوزيع، ويعد ثمرة بحث وتوثيق استمر عشر سنوات لتجتمع فيه أصوات الحرية وسواعدها من 1830 إلى غاية 1962 لتقف في وجه بطش المستعمر الذي طردته التضحيات لما وراء البحر يجر خيبته معه.
وأشار المؤلف إلى أن كتابه يهديه لكل من لايزال يؤمن بأن التاريخ لا ينسى، ولكل جزائري يحب تاريخه ووطنه.
الكتاب سيكون متوفرا في السوق بكميات محدودة ابتداء من منتصف هذا الأسبوع، كما سيكون حاضرا في الصالون الدولي للكتاب سيلا 2025 بجناح دواة للنشر والتوزيع.
ويستعرض الكتاب بالوثائق ومن الأرشيف الفرنسي ومن شهادات كبار السن من أبناء المنطقة، تاريخ منطقة خراطة بالتفصيل، بدء من مرحلة الغزو، حيث شهدت المنطقة تحولات كبيرة بسبب الاستعمار علما أنها عانت منذ سقوط بجاية في عام 1833، لكنها صمدت وشهدت المنطقة مقاومة عنيفة من قبل سكان المنطقة، خضعت خراطة لإدارة فرنسية، مما أثّر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمدينة.
وتأبى مدينة خراطة، بعد مرور 80 عاما على المجازر التي تعرض لها سكانها على يد جيش فرنسا الاستعمارية ذات يوم مشؤوم من ماي 1945، نسيان تلك الأحداث المروعة التي غرزت شوكتها في قلوبهم للأبد، ولم ينجح مرور الزمن وتوالي السنين في التخفيف من آلام الجروح التي تكبدوها في ذلك اليوم، حسب شهادات حية لناجين من هذه المجازر. وكانت تلك الأحداث الدموية التي أشعلت لهيبها فرنسا الاستعمارية لمدة شهر كامل، توالت خلالها المداهمات والاعتقالات والتعذيب والتفجيرات التي أتت على مئات الضحايا العزل.
ولم يسلم حتى الأطفال من هذه الهمجية المطلقة، فكانت أجسادهم الصغيرة ترتطم بالصخور قبل أن تصل أشلاء إلى عمق الوادي الذي تحولت مياهه في نهاية النهار إلى الأحمر الوردي بعد تلقفه لعدد هائل من أشلاء الضحايا.
ب\ص