يرى الموسيقار الجزائري والرئيس السابق للمجلس الوطني للفنون والآداب، سليم دادة أن إدراج موسيقى «الراي» الجزائري ضمن التراث العالمي غير المادي، يدخل في باب الدبلوماسية الثقافية كالذي سبق وأن حدث في الملفات السابقة التي أدرجتها الجزائر في لائحة اليونسكو مثل (الأهليل، ركب سيدي الشيخ، الشدة التلمسانية، السبيبة، سبوع قورارة، كيالين الماء) كملفات فردية أو (الإمزاد، الكسكسي، الخط العربي) في ملفات مشتركة مع دول إفريقية، مغاربية وعربية أخرى.
ويشكل هذا التصنيف، حسب دادة، فرصة لتسليط الضوء والتعريف أكثر بوجه من وجوه الثقافة الجزائرية، وهذا بحد ذاته يعتبر مكسبا ثقافيا ودبلوماسيا على الصعيد الدولي. وأوضح في تصريح لـ “الأهرام” المصرية: «أعتقد أيضا أن هذا التصنيف سيستدعي من وزارة الثقافة الجزائرية اليوم تحويل مهرجان الراي المؤسس عام 1991 من مهرجان وطني إلى مهرجان ثقافي دولي مستحق. كذلك الأمر بالنسبة لصياغة استراتيجية ثقافية لحفظ تراث بدوي الغرب والبدوي عموما، نصوصا وألحانا وممارسات، وهذا ما تدعو إليه اتفاقية عام 2003 لليونسكو والتي كانت الجزائر أول من صادق عليها».
وقال دادة: «في المهجر كان الراي بمثابة رابط رمزي مع البلد، وشكل علامة هوية إيجابية في سياق تقلصت فيه ثقافات منشأ المهاجرين وأحفادهم إلى حد كبير في الثمانينات أو ما يسمون بأبناء الجيل الثالث للهجرة في فرنسا. وفي التسعينيات، حمل الراي صوت الأمل ضد التطرف والإرهاب».
وعن حاضر «الراي»، يوضح دادة أن موسيقاه الشبابية تجسد قناة للتعبير عن مشاعر الشباب الذين يسعون لتحرير أنفسهم من القيود الاجتماعية. فهي، كما يؤكد: «رسائل احتجاج على ثقل التقاليد أو مشاكل الحياة الحديثة أو العقبات أمام الحرية والعيش بسلام». وعن تأثير تصنيف «اليونسكو» للراي على قائمة «التراث اللامادي»، يؤكد دادة: «لا أعتقد أن هذا التصنيف سيغير شيئا من واقع الراىي وممارسيه، لأن هذا النمط الغنائي مستقل بذاته ولديه جمهوره وفضاءاته الخاصة».
المايسترو سليم دادة ابن مدينة الأغواط، طبيب عام وملحن وعالم موسيقى مصمم ومخرج. في 2020، تم تعيينه كاتبا للدولة مكلفا بالإنتاج الثقافي وكان مايسترو في الحفل الشرفي بروما الذي أقيم للرئيس تبون في إيطاليا ومايسترو افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران.
ب/ص