كشف الفنان الجزائري سليم الشاوي أسرارا للمرة الأولى في مقابلة خاصة مع “العين الإخبارية” بينها غناؤه لأم كلثوم وشارل أزنافور.
وسليم الشاوي هو فنان يعشق وطنه وفنه، ويعتبرهما “رأس ماله” كما قال، وهو يلم إلى حد كبير بالواقع الفني في بلده وعربياً وعالمياً، ابتسامته لا تفارقه، عُرف عنه في الوسطين الفني والشعبي “تواضعه الكبير” مع جمهوره.
ولا يعترف “الشاوي” بـ “بريستيج الفنانين” ويتنقل من قرية إلى أخرى ليمتع جمهوره بأكثر الطبوع الغنائية شعبية في الجزائر، وأكسبه ذلك جمهورا واسعاً نافس به العمالقة.
يعتبره الكثير من النقاد “حالة استثنائية” بين فناني الجزائر، لقدرته على أداء مختلف، ينتقل من صوت جهوري جبلي مثل الغناء الشاوي إلى الصوت الهادئ في أغانٍ عاطفية.
وإذا اشتهر الطابع الشاوي والسطايفي بأنهما مخصصان للأعراس والأفراح، فإن سليم الشاوي لا يعتبر نفسه “فنان مناسبات” بل “فنان كل الأوقات” كما قال لـ”العين الإخبارية”.
لم يكن الفن منذ بداياته جزءا من حياته، بل كان وسيظل كل حياته، يعرف جيداً كيف يختار كلمات أغانيه وألحانها، وتوقيت إصدارها، أو هكذا أجاب على سؤال لـ”العين الإخبارية”.
من السهل أن تبحث عن سيرة فنان، لكن كثيراً من الفنانين لا يجيدون التعريف بمسيرتهم رغم إبداعهم في ترجمة مشاعر جمهورهم.
لكن الفنان الجزائري سليم الشاوي استرسل في الكشف عن سيرته ومشواره وبداياته التي لم تكن على بساط أحمر، بل عبر مراحل صقلت موهبته وأكسبته خبرة حياتية وفنية.
يقول سليم الشاوي إنه من مواليد 23 جانفي 1972 بمدينة سكيكدة واسمه الحقيقي سليم سدحان.
ويضيف: “بدايتي كانت بالعروض المسرحية بين المتوسطات والثانويات أواخر السبعينيات، تطورت الموهبة مع الأعوام والممارسة إلى المسرح المحترف، 10 أعوام بعد ذلك تم اكتشاف صوتي مع الأحبة والأصدقاء .اشتغلت في عدة فرق موسيقية في سكيكدة وعنابة وأكملت المشوار بـ9 أشرطة مسجلة مع كبار الموسيقيين وكتّاب الكلمة، أشهرهم الأستاذ الراحل عمر جوماطي والموسيقار والأستاذ مسعود مسعودي.
أشهر أغاني الأشرطة كان من بينها “صغيرة البيت”، “شاوي ولا بطل” ، “راسي شاب”، “خود الراي” (خذ بالنصيحة)، “نوض تصلي” (انهض لتصلي)، إلى أغنية “زوالي وفحل” (فقير وفحل)، “معنديش منك عشرة” (لا أملك منك عشرة)، “أنتي لعوينة وعقلي وروحي فيك”.
معظم الأغاني خفيفة الإيقاع كلماتها من أفراح ونمط المعيشة في البلد الحبيب، ورغم إتقاني لكل الألوان الموسيقية حتى الشرقية منها للسيدة أم كلثوم أو حتى الأغنية الفرنسية للفنان شارل أزنافور، إلا أنني عشقت الأغنية “الشاوية والسراوية”، محاولة مني لإخراج الإيقاع الشاوي من محيطه إلى أبعد الحدود”.
وأضاف:”بعد دراستي وشهاداتي وذوقي في التلحين والتوزيع الموسيقي، أقول بأنني لست فناناً موسمياً، على العكس، سليم الشاوي حاضر في كل المحافل الوطنية والأعياد الدينية بالصوت والصورة، شعاري “تحيا العائلة الجزائرية”.
وتابع: “حلم الطرب العربي تلاشى في العشرية السوداء، ولا أزال في عشق السيدة أم كلثوم وروائعها، حتى الغريبة الكلاسيكية أغنيها في بعض حفلاتي الخاصة. أما العالمية فهي تحتاج الاحتكاك بالمنتجين الكبار من الوسط الفني والصبر على حيلهم والالتزام وقلة الكلام، هي صناعة وأجندة أكثر منها فن ورسالة والعمر يجري، إلا من رحم ربي، لكنني أتسلق بمعرفتي وأسعى للتألق من باب لمحت به في سؤالك “المحلي”.
وكشف سليم أنه يحضر لألبوم “وردة” من 8 أغانٍ، من كلماته وألحانه، أما التوزيع الموسيقي للأستاذ المايسترو فتحي زعاشي رفقة فرقة “نادي 21″، وسيتم تصوير العناوين المختارة منها، إلى جانب إصدار كتاب في الشعر الملحون بعنوان “أبواب”.
أما أكبر جديد له فهو بدايته في كتابة أول مونولوج لسليم الشاوي ويشعر بالحماس كثيرا للفكرة وعودته إلى ركح المسرح دون غناء.
ب/ص