كشفت الروائية سليمة مليزي أن تجربتها في النشر وطبع قصصها للأطفال (بعد عودتها للإبداع) كانت جد قاسية، حيث كلفتها القصص الكثير من الخسائر لأنها خاضت تجربة رسم القصة من طرف فنان محترف، حيث الرسم يتطلب الوقت والكثير من الدقة والألوان، فكانت كلفة القصة غالية جدا، وخسرت فيها عند البيع .
وقالت لـ “رأي اليوم”:”هذه السنة سأعيد تجربة الرسم بطريقة حضارية من خلال النت والكمبيوتر، ربما أستطيع أن أتجاوز تلك الخسائر، لكنني على يقين أنني لن أقتبس القصص العالمية؟ بل سأؤرخ التراث الجزائري الغني جدا بالقصص والحكايات الشعبية الجميلة التي تؤرخ حقبة معينة من تاريخ الجزائر، وحتى القصص الخالدة للتراث العربي العريق” …
وأضافت :”منذ زمن وأنا أناشد السلطات المعنية في الوزارة من خلال الحوارات التي تجرى معي، واللقاءات الإذاعية والتلفزيونية، أن ينشئوا أو يؤسسوا، هيئة رسمية مستقلة تدعمها وزارة الثقافة مع وزارة التربية، من أجل الاهتمام وتطوير أدب الطفل، وتشجيع الأدباء الشباب على الكتابة للطفل، لأن طفل اليوم هو رجل الغد، لذلك يجب أن نرسخ فيه حب المطالعة من أجل إنشاء جيل مثقف ومتعلم.. ما شهدته الجزائر خلال العشرين السنة الماضية، أثر كثيرا على النشر، وظهرت عصابة تتاجر بالكتاب وباسم الأدب، من أجل المال، حيث كانت تنشأ دور نشر وهمية من طرف مسؤولين فقط من أجل أخذ المساعدة من الوزارة، وهذا النهب والفساد للأسف الكل يعرفه؟ كل سنة تتفاقم الأمور في غلاء تكلفة طبع الكتاب، ونعاني كثيرا من مشكل التوزيع، وأيضا هناك ابتزاز خطير من طرف بعض دور النشر للأديب، خاصة الشباب”.
وتابعت متحسرة:”للأسف الدولة أو الحكومة السابقة قبل (الحراك) الشعبي الذي أطاح بها، كانت تتاجر بالكتاب إلا لمن يمجدها، وهناك من استفادوا من دعم الكتاب، وما قدموه من كتب ليس لها قيمة أدبية ولا فكرية، خاصة الغياب التام بالاهتمام بأدب الطفل؟
واستطردت قائلة:”نجد القليل من يكتب ويبدع، ويجد الكثير من المشاكل والعراقيل وغلاء الطبع وابتزاز دور النشر للأديب، لأن دور النشر كما سبق وذكرت تبحث عن الربح السريع، وتعيد طبع القصص العالمية بطريقة مختلفة وتغيير بعض العناوين، من أجل تضليل النقاد وجلب القارئ، الطفل بالألوان الزاهية، لكن أحيانا نجد المحتوى لا يتماشى مع تربية وثقافة الطفل الجزائري”.
وتنتظر مليزي من الرئيس عبد المجيد تبون، أن يغير المنهج ويدعم دور النشر، ويعطي أهمية خاصة لأدب الطفل، لأنه هو الأساس في تربية النشء، أن تزرع حب الكتاب في الطفل وكأنك علّمت جيلا كاملا.
ب/ص