ما يزال سكان حي “كناب أبي سي” ببئر خادم بالعاصمة يطالبون بحقهم الذي لم يلقوا منه إلا الوعود بعدما قضوا فيه عقدين من الزمن دون كهرباء، متحملين انعكاسات ذلك على يومياتهم، ومستغربين الإهمال الذي تعرضوا له في سكناتهم هذه، خاصة وأنهم نتيجة عدم جدية تشييد المشروع الذي انطلق قبل قرابة الـ 30 سنة، اضطروا إلى إتمام إنجازه على نفقتهم الخاصة، لكنه بقي دون تزويد بأهم الشبكات على رأسها الكهرباء، بحيث يعيشون في الظلام ومحرومين من أساسيات العيش الكريم في انتظار الفرج الذي ما يزال يراوح مكانه.
انتفض سكان حي 450 مسكن “كناب ابي سي” ضد التهميش الذي سلط ضدهم وحرمهم طيلة عقدين من الزمن من أهم ضروريات العيش الكريم، في ظل غياب مشاريع تنموية من مرافق عمومية وخدماتية وكذا مشاريع تعبيد الطرقات والربط بشبكات الماء والكهرباء والغاز التي من شأنها تحسين الظروف المعيشية لهم، داعين السلطات إلى تعميم أشغال التهيئة التي باشرتها في عدة أحياء عليهم، كونهم نزلاء بالحي لقرابة عشرين سنة، في حين أن المشروع شيد قبل 30 سنة ومن المفروض أن يكونوا قد استفادوا من شبكات البنية التحتية منذ وقت طويل، موضحين أنهم دون كهرباء وغاز ومحرومون من الماء ولا يتوفرون حتى على طرق معبدة، وأشاروا إلى أن جل المطالب التي قاموا برفعها إلى السلطات المحلية والمعنية من أجل التكفل بانشغالاتهم اليومية التي يتخبطون فيها لم تجد أذانا صاغية، الأمر الذي أثار استياء وتذمر هؤلاء السكان محمّلين بذلك السلطات مسؤولية تردي وضعهم المعيشي.
يذكر أن السكنات التي يقطنون بها يعود تشييدها إلى سنة 1990 وهي السنة ذاتها التي تحصلوا فيها على مقررات الاستفادة من السكن الذي ينقسم إلى ثلاثة أنواع ثلاث غرف وأربع غرف وخمس غرف، لكن سرعان ما توقف هذا الأخير ولم تتجاوز فيه نسبة الانجاز 65 % وبقي المشروع متوقفا، ليضطر السكان لإتمام أشغاله على نفقتهم الخاصة تحت أنظار مصالح البلدية والولاية ومديرية السكن، التي لم تحرك ساكنا لتخفيف وطأة المعاناة على هؤلاء وتنصلت من مسؤولياتها تجاه تزويدهم بأهم الأساسيات إلى يومنا هذا.
إسراء. أ
