سكان قرية ماجن عمران مخاطبون والي ولاية برج بوعريريج: ” إن كنت تبحث عن مناطق “الظل”، فنحن “الظل” في حد ذاته”

سكان قرية ماجن عمران مخاطبون والي ولاية برج بوعريريج: ” إن كنت تبحث عن مناطق “الظل”، فنحن “الظل” في حد ذاته”

ناشد العشرات من سكان قرية ماجن عمران التابعة إقليميا لبلدية الحمادية في الجهة الجنوبية الشرقية لولاية برج بوعريريج، والتي لا تبعد عن مقر البلدية سوى بـ 07 كلم، والي الولاية “بن مالك محمد” ضرورة الالتفاتة العاجلة إليهم ورفع الغبن عنهم، في ظل سياسة التهميش والإقصاء التي طالتهم منذ سنوات، والقضاء على ظاهرة المتاجرة بأحاسيسهم وآهاتهم التي تتعالى وتزداد يوما بعد يوم بسبب الخلافات السياسية التي تنتج عقب كل انتخابات محلية، مما يؤدي إلى توزيع المشاريع التنموية وفق هذه الانتماءات بحسبهم.

وقد ساهم هذا الأمر في غرق القرية النائية هذه التي تعد من بين أكبر قرى البلدية في جملة من النقائص التي تعايش معها السكان في ظل غياب الالتفاتة والحلول، وذلك بالرغم من طرق جميع الأبواب وانتهاج جل السبل التي لم يجنوا منها على حد تعبيرهم غير الوعود التي بقيت وستظل الحلم الصعب المنال ومجرد حبر على ورق إن دونت، مؤكدين في هذا السياق أن المسؤولين لا يعرفون القرية إلا أوقات الحملات الانتخابية طمعا في أصواتهم خاصة وأن بها وعاء انتخابي لا بأس به.

وبحسب نص الشكوى الذي تحوز “الموعد اليومي” على نسخة منه على لسان لجنة الحي، فقد اشتكى السكان من غياب قنوات الصرف الصحي التي تعد من بين المطالب الأساسية لهم، مؤكدين أنهم ما زالوا إلى غاية اليوم يعتمدون على الطرق التقليدية في التخلص من فضلاتهم وما ينجر عنها من سلبيات قد تؤدي لا محالة إلى ما لا يحمد عقباه، إلى جانب غياب الربط بالكهرباء الريفية كونهم ما زالوا يعتمدون على الربط العشوائي من عند بعضهم البعض معرضين بذلك حياتهم وحياة أولادهم إلى خطر الموت بالأخص عند التقلبات الجوية، في حين يطالب البعض الآخر منهم الربط بالغاز الطبيعي الذي يعد مطلبهم الأساسي خاصة بعد استفادة القرية من هذه المادة الحيوية التي يؤدي غيابها إلى اختلال في متطلبات الحياة الأساسية بالأخص عند حلول فصل الشتاء أين يزداد الطلب على الغاز.

أرباب هذه العائلات المحرومون من الربط بالغاز الطبيعي في الوقت الذي ينعم فيه أغلب أبناء هذه القرية بدفء هذه المادة الحيوية، عبروا عن معاناتهم المتواصلة مع قارورات غاز البوتان التي أرقت كواهلهم وأفرغت جيوبهم الفارغة، معبرين في السياق ذاته عن استغرابهم الكبير من النسب المئوية المرتفعة التي يتحدث عنها المسؤولون في الربط بالغاز الطبيعي والكهرباء وكون الولاية رائدة في هذا المجال، في الوقت الذي يعاني فيه سكان قرية ماجن عمران من نقص كبير في الربط به، حيث لم يشفع لهم الموقع الاستراتيجي الجيد وقربهم من مقر البلدية وحتى من مقر الولاية في التغطية الشاملة والقضاء على معاناتهم التي تزداد وتتأزم يوما بعد يوم في ظل غياب الالتفاتة، معاناة السكان لم تتوقف عند هذا الحد، أين عبر السكان عن مشكل آخر لا يقل أهمية عن المشاكل السالفة الذكر والمتمثل في غياب ونقص وتذبذب التزود بالمياه الصالحة للشرب في أغلب الأحيان بالرغم من توفر سبل إيصالها، حيث تمثل المياه الزائر خفيف الظل والنادر بالنسبة لحنفياتهم، ما يضطرهم إلى الاستنجاد بصهاريج المياه بأسعار باهضة زادت من معاناتهم، علما أن القرية استفادت من مشروع خزان مائي آخر ما يزال في طور الإنجاز.

كما اشتكى السكان من الحالة الكارثية التي آلت إليها الطرق الداخلية كونها ترابية وتتحول بمجرد سقوط زخات من الأمطار إلى وديان جارية ومستنقعات من الأوحال يصعب الخوض فيها، الأمر الذي انعكس بالسلب على مركباتهم التي تتعرض إلى أعطاب كبيرة، كما ساهم الوضع في رفع تكاليف سيارات الأجرة وشاحنات نقل البضائع التي يأبى أصحابها التنقل إلى القرية إلا بعد مضاعفة السعر خوفا على مركباتهم. كما طالب السكان السلطات الوصية بضرورة العمل على فتح بعض الهياكل التي استفادت منها القرية وبقيت موصدة الأبواب ومجرد هياكل بلا روح على غرار كل من قاعة العلاج و الفرع البلدي، حيث يضطرون إلى التنقل للقرى المجاورة أو مقر البلدية من أجل الحصول على أبسط علاج أو استخراج وثائقهم الإدارية، واشتكوا مما وصفوه بالقنبلة الموقوتة المتمثلة في إعانة “البناء الريفي” الموجه خصيصا للعائلات الفقيرة والمعوزة التي تعاني من أزمة سكن خانقة والذي أصبح سلاحا في أيدي المسؤولين و وسيلة سياسية توزع على المساندين لهم دون الأخذ بعين الإعتبار المعايير الواجب اتباعها لتوزيع مثل هذه الإعانات، مطالبين في السياق ذاته بضرورة رفع عدد الحصص المخصصة للقرية كونها من بين أكبر التجمعات السكنية بالبلدية ويعاني أغلب سكانها من أزمة سكن، خاصة وأن القرية لم تستفد في آخر توزيع سوى من أربع حصص وهو شيء قليل مقارنة بالكثافة والتعداد السكاني الكبير الذي تعرفه. أولياء تلاميذ المدرسة الابتدائية “جندل عبد القادر” ناشدوا هم كذلك والي الولاية “بن مالك محمد” ومدير التربية بالولاية، ضرورة العمل على تسجيل أقسام إضافية لهذه المدرسة التي يعاني تلاميذها من اكتظاظ كبير قد ينعكس بالسلب على التحصيل الدراسي لهم.

جندي توفيق