لا يزال سكان قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، يستغيثون من قسوة الظروف المعيشية في ظل جملة النقائص التي تتربص بحياتهم المعيشية، فهم يطالبون بمشاريع تنموية من شأنها التخفيف من معاناتهم وبالتالي تحسين يومياتهم خاصة وأن قريتهم تتميز بكثافة سكانية كبيرة، غير أنها تعاني ويلات الإقصاء والتهميش الذي طالها في ظل صمت مسؤوليهم اتجاه مطالبهم المرفوعة في العديد من المرات.
ولدى تنقل، الموعد اليومي، إلى قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، من أجل نقل معاناة السكان، تجمع أمامنا عدد كبير من المواطنين الذين ولدى معرفتهم أننا من الصحافة، طلبوا منا إيصال معاناتهم لمسؤوليهم من أجل تغيير واقع قريتهم وبالتالي تحسين أحوالهم الاجتماعية في ظل جملة المشاكل التي تعترض يومياتهم بداية بغياب الغاز الطبيعي والماء الشروب وصولا بغياب قاعة علاج واهتراء شبكة الطرقات إلى جانب غياب المرافق الرياضية والترفيهية، مؤكدين أنه وعلى الرغم من أنهم طرقوا كل الأبواب لتقديم عشرات الشكاوى، أكثرها موجهة إلى مصالح بلدية الناصرية، إلا أن وضعية القرية ما زالت على حالها، وما زال الناس في حاجة ماسة لتحسين ظروفهم المعيشية.
تزويدهم بالغاز الطبيعي مطلب يلحّ عليه السكان منذ سنوات
أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “تخروانت” في لقاء جمعنا بهم تمثل في غياب شبكة الغاز الطبيعي بسكناتهم، وحجم المعاناة الذي يتكبدونه من وراء الجري اليومي وراء قارورات البوتان التي تعرف ندرة حادة بالقرية، ما يضطر بالسكان إلى التنقل حتى إلى وسط البلدية من أجل جلبها، كما أنهم يصطدمون بارتفاع أسعارها باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار، أين تصل إلى 450 دج للقارورة الواحدة الأمر الذي أفرغ جيوب السكان، خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط الذين لا يستطيعون في كل مرة دفع هذه المصاريف التي لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية ما يؤدي بهم إلى اتباع الطرق التقليدية والبدائية حتى ونحن في 2022 وهي جلب الحطب من الغابات المجاورة لمقر سكناهم من أجل استعمالها للطبخ والتدفئة على حد سواء. لذالك يأمل سكان القرية أن تعجل السلطات المعنية في التدخل من أجل تزويد قريتهم بهذه الطاقة التي لا يزال هؤلاء يلحّون عليها منذ سنوات.
غياب مياه الشرب يزيد من متاعب السكان
ويبقى مشكل غياب المياه الصالحة للشرب بحنفياتهم، قائما منذ سنوات رغم سلسلة من الشكاوى المودوعة للجهات المسؤولة من أجل حل هذه المشكلة، غير أنه لا حياة لمن تنادي بدليل بقائهم يعانون من غياب هذه المادة لحد الساعة الأمر الذي يجبرهم على جلب المياه من مناطق بعيدة وبأثمان باهظة تصل إلى 5000 دج للصهريج الواحد الذي يكفي فقط ليومين، وتزيد معضلتهم أكثر في فصل الصيف بالنظر إلى حاجاتهم الماسة والكبيرة لها بالنظر إلى تميز الفصل بحرارة كبيرة ما يتطلب الاستعمال الكبير للمياه غير أنهم لا يجدونها، خاصة وأن صهاريج المياه أفرغت جيوبهم خاصة بالنسبة للعائلات الفقيرة باعتبار أن أسعارها لا تتناسب مع قدرتهم المعيشية الأمر الذي يجبرهم على جلب المياه من الآبار لاستعمالها في الطبخ والغسيل وحتى الشرب هروبا من مصاريف الصهاريج التي تخضع للمضاربة من قبل التجار في فصل الصيف، حيث تصل حتى إلى 5000 دج ، وهو الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا للسلطات الولائية وعلى رأسهم والي بومرداس السيد “يحي يحياتن”، لإيجاد حل نهائي لهذه المعضلة التي أرّقت يومياتهم، كيف لا، والمياه هي الحياة.
طرقات القرية تنتظر التعبيد والصيانة
ينتظر قاطنو قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، تعبيد طرقات قريتهم في ظل عدم صيانتها منذ سنوات الأمر الذي زاد من سوء حالتها، حيث أعرب العديد من السكان في هذا السياق عن امتعاضهم وتذمرهم الشديدين من سياسة التماطل المنتهجة ضدهم، خاصة أنهم قاموا في العديد من المناسبات برفع شكاوى للمجلس البلدي، من أجل إعادة تهيئة الطرقات، إلا أن مطلبهم لم يجد آذانا صاغية لحد الساعة الأمر الذي استاء منه السكان، حيث أضحى هذا المشكل يؤرق هؤلاء منذ سنوات، بالنظر إلى الحفر والمطبات التي تتحول إلى برك مائية في فصل الشتاء، مما جعل اجتيازها أمرا صعبا على المارة أو أصحاب السيارات الذين يجبرون على تركها خارجا خوفا من تعرضها لأعطاب فتجبرهم على إصلاحها وبالتالي مصاريف إضافية هم في غنى عنها. أما في فصل الصيف، فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم ما يعرضهم لأمراض خاصة منهم ذوي الحساسية والربو. لذلك ناشد السكان الجهات المسؤولة بضرورة صيانة الطرقات وتهيئتها، من أجل تخفيف معاناتهم اليومية، بالإضافة إلى إعطاء منظر جمالي وحضري لائق للقرية.
قاعة علاج وحيدة لا تفي بالغرض
هذا وفي سياق المشاكل الكثيرة التي تعترض قاطني قرية “تخروانت” بالناصرية، تطرق هؤلاء إلى مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها وهي قاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بالقرية التي تعرف نقائصا عديدة، حيث أنها لم تعد تفي بالغرض الأمر الذي استاء له السكان، الذين يعانون من نقص الأطباء وكذا تردي الخدمات الصحية المقدمة على مستوى هذا المركز الصحي، الأمر الذي يؤدي بهم في كل مرة للتنقل حتى إلى العيادات الجوارية الأخرى لأجل تلقي العلاج، فيما يفضل البعض الآخر التوجه إلى العيادات الخاصة لا سيما في الحالات الاستعجالية التي تستدعي ذلك الأمر الذي يكلفهم مصاريف هم في غنى عنها. وقد أعرب سكان القرية، عن استيائهم من استمرار الوضع الذي ناشدوا بشأنه الجهات المعنية التدخل لحله، إلا أنهم لم يتلقوا إلا جملة من الوعود التي بقيت ولحد كتابة هذه الأسطر مجرد حبر على ورق، وهو الوضع الذي جعلهم يعانون الأمرين وسط قاعة علاج تعاني من نقص الأطباء والتجهيزات على حد سواء، كما أشار هؤلاء المواطنون في سياق حديثهم، إلى أن قاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بالقرية تكتفي بتقديم أبسط الخدمات الصحية، الأمر الذي أجبر المرضى وطالبي العلاج اللجوء إلى العيادات المتواجدة في القرى المجاورة أو التنقل حتى إلى وسط البلدية أو البلديات المجاورة أو اللجوء إلى القطاع الخاص لضمان الحصول على تغطية صحية وخدمات علاجية ممتازة، خاصة وأن القائمين على تسيير قاعة العلاج هذه كثيرا ما يقومون بغلق الأبواب في ساعات مبكرة، فضلا عن افتقارها للمعدات الطبية الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا وسريعا للجهات المعنية من أجل حماية المواطنين خاصة منهم المرضى.
نقص المرافق الرياضية والترفيهية هاجس الشباب
من جهتهم عبر شباب القرية، عن امتعاضهم الشديد إزاء النقص الفادح للمرافق الترفيهية والرياضية التي تهتم بفئة الشباب، كالملاعب الجوارية وقاعات الرياضة والمساحات الخضراء، حيث أكدوا أن عدم توفير هذه الهياكل الترفيهية والرياضية يساهم لا محالة في انحراف الشباب وانغماسهم في الآفات الاجتماعية الخطيرة، نتيجة الروتين اليومي الذي يعيشونه، بالإضافة إلى العناء الذي يتكبدونه للتنقل إلى القرى المجاورة أو حتى إلى البلديات الأخرى كبغلية ودلس من أجل ممارسة نشاطاتهم وهواياتهم. هذا إلى جانب معاناتهم من غياب المساحات الخضراء وفضاءات للعب الأطفال بعدما أصبح يتعذر على أبنائهم إيجاد مكان للعب سوى الشارع، وهذا ما يشكل خطرا على حياتهم، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا وضروريا للجهات المسؤولة بما فيها مديرية الشباب والرياضة لولاية بومرداس من أجل إعطاء لهذا القطاع نصيبا من المشاريع التي من شأنها أن تنهي معاناة الشباب من الفراغ الذي قتل يومياتهم.
مطالب بتدخل عاجل لمسؤوليهم من أجل فك العزلة عن قريتهم
وأمام جملة المشاكل الكثيرة التي تعترض يوميات قاطني قرية “تخروانت” بالناصرية، شرق بومرداس، ما جعلهم يعيشون ظروف قاسية، يناشد هؤلاء عن طريق هذا المنبر الحر، السلطات المعنية وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي، التدخل العاجل من أجل فك العزلة عن قريتهم التي تشهد حالة من الجمود والركود وذلك بالتعجيل في برمجة جملة المشاريع وبالتالي إيصال قطار التنمية إليهم حتى تحسن أحوالهم الاجتماعية.
روبورتاج: أيمن.ف