طالب قاطنو قرية “بنصر” بالخروبة غرب بومرداس المسؤول الأول عن البلدية بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لجملة النقائص التي تعيق حياتهم المعيشية، فهم ينتظرون تحقيق قفزة نوعية بقريتهم عن طريق بعث عجلة التنمية بها في ظل غيابها منذ سنوات، الأمر الذي فاقم من وضعيتهم وجعلهم يعيشون في تهميش وإقصاء في كل الجوانب.
وفي لقاء جمعنا مع بعض قاطني قرية “بنصر” بالخروبة غرب بومرداس أكدوا لنا أنهم رغم جملة الشكاوى التي رفعوها في العديد من المرات للجهات المعنية، إلا أنها تقابلها في كل مرة بوعود لم يتم لحد الساعة تجسيدها على أرض الواقع، الأمر الذي استاء له القاطنون الذين يأملون عن طريق هذا المنبر الحر أن تتدخل السلطات قريبا وتبرمج جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن واقعهم المعيشي.
مضيفين في السياق ذاته أنهم يعيشون في وسط تغيب فيه كل متطلبات الحياة الكريمة بداية بغياب الغاز الطبيعي وحجم المعاناة التي يواجهونها في عملية البحث عن قارورات البوتان التي تغيب بالقرية، ما يؤدي بهم إلى التنقل حتى لوسط البلدية أو البلديات الأخرى من أجل جلبها، ما يكلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها تدفع ثمنها العائلات ذات الدخل المتوسط التي تلجأ إلى الطرق البدائية وهي جلب الحطب من الغابات المجاورة لسكناتهم من أجل استعمالها للطبخ والتدفئة في فصل الشتاء في ظل تميز القرية ببرودة شديدة.
كما يعاني السكان من غياب الماء الشروب عن حنفياتهم التي تعرف انقطاعات متكررة إن لم نقل يومية، أين تغيب أكثر مما تحضر، الأمر الذي زاد من معاناتهم وأدى بهم إلى شراء صهاريج من المياه التي تخضع للمضاربة في فصل الصيف بالنظر إلى استعمالاتهم الكثيرة لها، أين تباع بـ 2500 دج للصهريج الواحد الذي لا يكفيهم حتى لسد حاجياتهم ليومين من غسيل وتطهير خاصة في ظل انتشار فيروس “كورونا”.
كما رفع سكان القرية نداءاتهم للسلطات المحلية من أجل التكفل العاجل بمشكل النظافة، في ظل الانتشار الرهيب للقمامة والروائح الكريهة التي صارت تهدد حياتهم، وما يخشونه من انتشار الأمراض جراء تكديس القمامة، وما سينجم عنه من مشاكل بيئية كبيرة التي ولدت الحشرات الضارة وأصبحت تهدد القاطنين خاصة منهم الصغار و كبار السن الذين لا يستطيعون تحمل هذه الوضعية، مرجعين السبب إلى غياب عمال النظافة الذين لا يزورون القرية كثيرا، إلى جانب انعدام الوعي والحس المدني لدى القاطنين الذين يقومون برمي الأوساخ في الطرقات من دون الاكتراث للحالة الكارثية التي ستصل إليها قريتهم خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر في ظل انتشار جائحة “كوفيد 19” العالمي.
هذا إلى جانب مواجهتهم لنقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، أين لخصها القاطنون في غياب الإنارة العمومية وما نجم عنها من انتشار حالات السرقة والاعتداءات في الفترة الليلية، معاناة الشباب من غياب المرافق الرياضية والترفيهية التي تنعدم تماما بالقرية ما يؤدي بهذه الفئة إلى التنقل حتى للبلديات الأخرى من أجل ملء أوقات فراغها، إلى جانب اهتراء قنوات الصرف الصحي وما نجم عنه من تلوث المحيط و الروائح الكريهة التي تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار لهذه القرية.
ناهيك عن الحالة الكارثية للطرقات التي لم تشهد عملية صيانة منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها، أين تتحول في الأيام الممطرة إلى مستنقعات مائية وبرك تعرقل من سير الراجلين وأصحاب المركبات، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم وغيرها.
وعليه يأمل قاطنو قرية “بنصر” بالخروبة غرب بومرداس عن طريق جريدتنا أن تستجيب السلطات المحلية لمطالبهم، وأن تعمل على إخراجهم من الحرمان والعزلة التي ظلوا لسنوات يتخبطون فيها، وبالتالي تحسين ظروفهم الاجتماعية عن طريق برمجة جملة من المشاريع التنموية في مختلف المجالات.
أيمن. ف