يتخبط قاطنو قرية “أزعمام” بعمال جنوب شرق بومرداس في مشاكل عديدة أثرت على حياتهم اليومية، فهم ما يزالون ينتظرون التفاتة جدية من المسؤول الأول عن البلدية لبرمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تفك العزلة عنهم وتحسن ظروفهم المعيشية التي تسوء من سنة لأخرى.
ولدى تنقل “الموعد اليومي” إلى قرية “أزعمام” بعمال جنوب شرق بومرداس، التقينا ببعض القاطنين الذين كان لنا حديث معهم، حيث أكدوا لنا أن قريتهم تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة، الأمر الذي جعل حياتهم جحيما حقيقيا لا يطاق لاسيما أنهم يعيشون حياة بدائية وعزلة تامة عن العالم الآخر بسبب جملة المشاكل التي تعترض يومياتهم وفي مقدمتها غياب الغاز الطبيعي، الأمر الذي يضطرهم في كل مرة للجري اليومي وراء قوارير غاز البوتان خاصة في فصل الشتاء نظرا لأهميتها من أجل التدفئة، مؤكدين في السياق ذاته أنهم يصطدمون بارتفاع ثمنها نظرا للمضاربة التي يقوم بها التجار في الأيام الباردة، أين يرفعون من سعر القارورة إلى 45 دج ما أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى خاصة بالنسبة للعائلات الفقيرة التي لا تستطيع في كل مرة دفع مصاريف هذه الأخيرة، ما يضطرهم إلى الاستنجاد بالحطب لاستعماله للتدفئة في فصل الشتاء والطبخ على حد سواء هروبا من مصاريف قوارير البوتان التي لا تتناسب أسعارها مع قدرتهم الشرائية.
كما لاحظنا ونحن نتجول بأرجاء القرية تلك الطرقات التي وجدنا صعوبة في السير عليها في ظل اهترائها الكبير، حيث أكد لنا ذات المتحدثون في هذا السياق أن الطرقات لم تشهد عملية صيانة منذ سنوات، الأمر الذي زاد من سوء حالتها، حيث تتحول في الأيام الممطرة إلى مستنقعات وبرك مائية يجد الراجلون صعوبة في السير عليها، أما أصحاب المركبات فيتركون سياراتهم خارج القرية خوفا من تعرضها لأعطاب فتزيدهم أعباء مالية إضافية هم في غنى عنها، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد يومياتهم الأمر الذي يجبرهم على غلق نوافذهم في عز حرارة الفصل خوفا من الأمراض التي قد تصيبهم منه خاصة ذوي الحساسية والربو.
كما يواجه القاطنون مشاكل أخرى لا تقل أهمية عن سابقيها ومن مجملها انتشار النفايات على حواف طرقات القرية نظرا لغياب الحس المدني لدى القاطنين الذين يقومون برمي النفايات من دون النظر إلى الحالة الكارثية التي تصل إليها القرية، ما حولها إلى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليها، هذا إلى جانب غياب عمال النظافة الذين لا يزورون كثيرا القرية، الأمر الذي زاد من تكدسها، انقطاعات متكررة للمياه خاصة في فصل الصيف، أين تجف الحنفيات ما يؤدي بالسكان إلى شراء صهاريج من المياه التي تباع بـ 3500 دج للصهريج الواحد، ما أدى بهم إلى جلب المياه من الآبار هروبا من مصاريف هم في غنى عنها خاصة بالنسبة للعائلات ذوي الدخل المتوسط.
هذا إلى جانب بُعد المؤسسات التربوية عن مقر سكنات التلاميذ، ما يؤدي بهم في كل مرة إلى قطع مسافات طويلة للالتحاق بأقسامهم ما يعرضهم لأخطار، الأمر الذي امتعض له الأولياء الذين يأملون في التفاتة سريعة من المسؤولين لإنجاز مؤسسات تربوية خاصة في الطور الابتدائي والمتوسط لحماية فلذات كبدهم من الأخطار المحدقة بهم في كل مرة اتجهوا إلى مدارسهم.
شباب القرية هم الآخرون لهم نصيب من المعاناة في غياب أدنى المرافق الرياضية والترفيهية، فهم يتنقلون في كل مرة حتى إلى الملاعب الرياضية المجاورة من أجل ملء أوقات فراغهم، في حين فئة أخرى لجأت إلى عالم الآفات الاجتماعية هروبا من الحياة القاسية في غياب المرافق الرياضية وكذا البطالة التي نخرت أجسادهم في ظل غياب فرص العمل.
وعليه يوجه قاطنو قرية “أزعمام” بعمال جنوب شرق بومرداس عن طريق هذا المنبر الحر نداء استغاثة للمسؤول الأول عن البلدية من أجل الالتفات إلى جملة المشاكل التي تعترض يومياتهم عن طريق بعث عجلة التنمية التي من شأنها أن تخرجهم من قوقعة الظلام التي هم فيها منذ سنوات.
أيمن. ف