ما يزال واقع قرية “آيت مسعود” بتيمزريت شرق بومرداس لم يتغير منذ سنوات رغم توالي المجالس المحلية التي تتحمّل مسؤولية تدهور وضعية السكان، فالمتجول بالقرية يصطدم بالجمود التنموي الذي يعيشه السكان، فالطرقات غير معبدة وانعدام تام للإنارة العمومية، إضافة إلى نقص المرافق الخدماتية التي من شأنها أن تحسّن معيشة مواطنيها الذين ينتظرون التفاتة جدية وسريعة من المسؤولين من أجل تغيير واقعهم المعيشي منذ سنوات.
“الموعد اليومي” خلال الزيارة الميدانية التي قامت بها إلى قرية “أيت مسعود” بتيمزريت شرق بومرداس وقفت على جملة من المشاكل التي أرقت السكان، الذين يأملون إيجاد حلول جدية من طرف المجلس البلدي، على غرار تعبيد الطرقات التي تعد من الانشغالات التي تهم المواطنين، إضافة إلى إنارة القرية وتوفير أدنى الخدمات الضرورية.
طرقات القرية تتحول إلى مستنقعات شتاء وغبار متطاير صيفا
أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “آيت مسعود” بتيمزريت شرق بومرداس تمثل في الوضعية المتدهورة التي آلت إليها الطرقات جراء انتشار الأتربة والحفر والمطبات، ما صعّب حركة السير لدى المارة والمركبات على حد سواء لاسيما في فصل الشتاء ومع هطول الأمطار، أين قال سكان القرية إن الوضع لم يعد يحتمل بسبب هذه الأخيرة التي لم تخضع لأي عملية تهيئة منذ سنوات ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على السكان أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض لأعطاب متفاوتة الخطورة خلفت لأصحابها خسائر مادية معتبرة، وهو الأمر الذي أرق المواطنين كثيرا خاصة في فصل الشتاء، حيث تتشكل البرك المائية التي يصعب اجتيازها والأوحال التي تصبح الديكور المميز لطرقات القرية طيلة فصل الأمطار، وفي فصل الصيف يشتكي السكان من تطاير الغبار وهو ما تسبب في أزمات نفسية للمصابين بالأمراض والحساسية، حيث وجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضع، فوضعية الطرق المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة بالقرية، حيث أصبح أصحاب السيارات يرفضون ركن سياراتهم بالقرية تفاديا للطرقات التي تحدث بمركباتهم أعطابا تكابدهم مصاريف إضافية لذلك، ونظرا لتفاقم الوضع يطالب سكان القرية بالتدخل العاجل للمسؤولين من أجل إعادة بعث الحياة في قريتهم التي تعاني العزلة والتهميش منذ سنوات عدة.
انعدام الإنارة العمومية يزيد الوضع تأزما
كما يعيش سكان قرية “آيت مسعود” في ظلام دامس في الفترة المسائية في ظل غياب الإنارة العمومية، الأمر الذي حرمهم من نعمة الراحة في قريتهم وجعلهم في الفترة الليلية يقبعون في منازلهم خوفا على حياتهم وأملاكهم في ظل انتشار المجرمين الذين يغتنمون فرصة غياب الإنارة العمومية للقيام بسرقة المواطنين والاعتداء عليهم للحصول على ما يريدون، الأمر الذي حوّل حياة القاطنين إلى جحيم حقيقي لا يطاق، مطالبين المسؤولين بالالتفات إلى قريتهم وبرمجة مشروع تزويدها بشبكة الإنارة العمومية حتى تنهي هذه المعضلة التي أرقت حياتهم.
الشباب يعانون من غياب المرافق الرياضية والترفيهية
من جهتهم، شباب قرية “آيت مسعود” في لقائنا بهم أعربوا عن تذمرهم الشديد من غياب المرافق الرياضية والترفيهية، خاصة وأن هذه الأخيرة تعتبر بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية ومن متاعب العمل، مشيرين إلى أنهم يقضون معظم وقتهم في المقهى المتواجد بالقرية أو ممارسة رياضة كرة القدم في الطرقات ما قد يعرض حياتهم للخطر، أما المساحات الخضراء فهي شبه منعدمة تماما بالمنطقة التي يجد قاطنوها صعوبة في إيجاد مكان للترفيه عن أنفسهم، وقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن الفوضى، الأمر الذي أدى بالعديد منهم إلى التنقل للبلديات المجاورة من أجل الترفيه عن أنفسهم ما كلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها في ظل البطالة التي هي الأخرى تلقي بظلالها في غياب فرص العمل، أما الفئة الأخرى فقد اتخذت الآفات الاجتماعية الخطيرة الملجأ الوحيد لها لنسيان متاعب وهموم الحياة في غياب المرافق الرياضية التي من المفروض أن تبرمجها السلطات المعنية.
غياب تام للمياه الشروب
كما يشتكي سكان قرية “آيت مسعود” من غياب المياه الشروب، حيث تجف حنفياتهم لأيام، الأمر الذي أثار استياءهم وراسلوا الجهات المعنية مرات عديدة بخصوص المشكل لكن الوضع بقي على حاله، مضيفين أنه تعقد أكثر ولم يتحسن لحد الساعة، حيث تنقطع المياه الصالحة للشرب لأيام إن لم نقل لأشهر، ما يضطر السكان إلى اقتناء الصهاريج بمبالغ أثقلت كاهلهم خاصة في فصل الصيف باعتبارها تخضع للمضاربة من قبل التجار الذين يغتنمون فرصة أهمية هذه المادة، فيرفعون من سعرها إلى 2000 دج، الأمر الذي أنهك جيوب القاطنين خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط الذين يلجأون إلى الآبار هروبا من المصاريف الكثيرة وراء اقتناء الصهاريج.
… وانتشار كبير للنفايات بالقرية
في حين تطرق قاطنو قرية “آيت مسعود” لمشكلة أخرى أرّقت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم حقيقي لا يطاق، وهي انتشار النفايات في ظل غياب حاويات الجمع، حيث يقوم السكان برميها عشوائيا على الأرض، ما حول القرية إلى مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليها جراء الروائح الكريهة المنبعثة منها وكذا الحشرات الضارة التي تنغص عليهم صفو حياتهم.
فالسكان الذين تحدثوا إلينا أبدوا استياءا كبيرا من الوضعية الكارثية التي يعيشونها يوميا بسبب تلك النفايات المبعثرة في كل أرجاء القرية، في ظل قيام المواطنين برميها في الشارع غير مبالين بما ينجم عنها من تأثيرات وخيمة على صحتهم وصحة فلذات كبدهم، مؤكدين أنهم يجدون صعوبة كبيرة في التنفس جراء تلوث الهواء الناجم عن الحرق العشوائي لتلك النفايات بعد أن تكثر، ما يجعلهم عرضة لمختلف الأمراض التنفسية كالربو والحساسية، وكذا الأمراض الجلدية التي أضحت لا تفارقهم نتيجة انتشار الأوساخ والنفايات وتفاقم الروائح الكريهة المنبعثة من تلك النفايات خاصة في فصل الصيف، مؤكدين في السياق ذاته أن رسائلهم وطلباتهم تُضرب بعرض الحائط من طرف المسؤولين المعنيين.
الكلاب الضالة تهدد حياة السكان
كما تطرق سكان القرية إلى مشكلة انتشار الكلاب الضالة، الأمر الذي أضحى يقلقهم خاصة منهم العمال وأولياء التلاميذ، إذ أن ظهور هذه الحيوانات التائهة يتزامن مع أوقات خروج العمال والتلاميذ، ما حرمهم من أداء حتى صلاة الفجر خاصة في ظل انعدام الإنارة العمومية.
وتنتشر الكلاب بشكل مخيف في أزقة القرية وأمام مفرغة القمامة، ما يستنفر أهالي هذه المنطقة خوفا على حياتهم وحياة أبنائهم، وبسبب هذا الخوف الذي يتملكهم، فإنهم يناشدون السلطات العمومية التدخل لوضع حد نهائي لهذه الظاهرة المقلقة، كما طالب السكان عبر هذا المنبر الحر والي ولاية بومرداس السيد “يحيى يحياتن” ببرمجة زيارة ميدانية لقريتهم للوقوف على حجم معاناتهم وإيجاد حل لمشاكلهم التي أرهقتهم.
روبورتاج: أيمن. ف