عاد سكان حي “عبان رمضان” بدار البيضاء، للحديث عن معاناتهم مع افتقارهم إلى طريق تسهل عليهم ممارسة حياتهم اليومية بأريحية، بعد حرمانهم من طريق منذ ما يقارب أربعين سنة إثر أشغال توسعة مطار “هواري بومدين” الدولي، وهو المشروع الذي أدى إلى غلق طريق تصلهم بمركز بلديتهم من الناحية الشمالية، بحيث أضحوا ومنذ ذلك التاريخ يسلكون طريقا أخرى، الداخل إليها لا يستطيع الخروج منها إلا بعودته أدراجه باعتبارها بلا منفذ، نتج عنه عزوف الناقلين عن العمل بخط يفرض عليهم المرور أولا من ولاية أخرى ولا يستطيعون الخروج منها إلا من نفس الطريق، فارضين بذلك عزلة على قاطني الحي المحرومين من كثير من أساسيات العيش الكريم.
ويطالب سكان الحي، بفك العزلة عنهم، بإيجاد حل لهم واستحداث طريق تسهل عليهم ممارسة حياتهم اليومية بأريحية، معبرين عن امتعاضهم الشديد لاستمرار تجاهل السلطات لمطلبهم الذي ملوا من رفعه في عديد المناسبات، مشيرين في السياق ذاته إلى أنهم سبق لهم أن تلقوا وعودا كثيرة من منتخبين ومسؤولين بحل مشكلهم، غير أنه لا جديد يذكر لحد الساعة، وبقي وضعهم على حاله.
وبالعودة إلى تفاصيل المشكل، الذي يعود حين تم برمجة أشغال توسعة مطار الجزائر الدولي، والتي قطعت عليهم الطريق الذي يربطهم بالبلدية من الناحية الشمالية، مضيفين بأن السلطات وعدتهم آنذاك بفتح طريق مباشر يربطهم بالطريق السريع، غير أنه لم يحدث ومشروع الطريق لم يجسد على أرض الواقع، ليجد السكان أنفسهم أمام هاجس آخر، هو غياب النقل، فالحي الذي يضم أكثر من 6 آلاف نسمة، لا يمتلك أيّ وسيلة نقل تقلهم ولو حتى إلى مركز بلدية حمادي حتى لا نقول مركز بلديتهم، باعتبار أن من يتنقل إلى الحي يجبر على المرور عبر بلدية حمادي التابعة لولاية بومرداس من أجل الوصول إلى المنطقة، وهو ما يرفضه الناقلون، ما جعلهم فريسة سهلة بين أيدي الانتهازيين أصحاب سيارات الكلوندستان “ينقلونهم بسياراتهم” وفي كلّ مرة بتسعيرة جديدة، في غياب السلطات التي تردعهم، معربين عن تخوفهم من استمرار وضعهم لسنوات أخرى، دون الإفراج عن مشروع الحلم.
للتذكير، فإن رئيس المجلس الشعبي البلدي لدار البيضاء، حميد يربود، سبق وأن اعترف في تصريحات صحفية سابقة، تخص هذا الحي، بالمشكل الذي يعاني منه سكان هذا الحي الذي بات يعيش عزلة تامة بسبب المطار الجديد، في وقت أكد أن مصالحه سبق وأن برمجت مشروعا لإنجاز طريق يربط البلدية بالحي، غير أن محدودية صلاحياتهم كانت عائقا لولادة هذا المشروع الذي لم يتحقق على أرض الواقع ومعه العديد من المشاريع الأخرى.
إسراء.أ
