رغم انتماء هذا الحي إلى مدينة جيجل، عاصمة الولاية، ورغم أنه مصنف ضمن الأحياء الحضرية، فإن معاناة سكانه قد وصلت إلى درجة مقلقة، أين كان ذلك سببا للإستنجاد بالسلطات المحلية، في العديد من المرات، للفت الأنظار إليهم، والمطالبة بالتدخل للقضاء عليها أو لتخفيفها على الأقل. وفي هذا الشأن، دعا سكان الحي القديم لحراثن إلى ضرورة إعادة الحياة إليه، من خلال بعث مشاريع تنموية تنعش يوميات المواطنين وتفك العزلة عنهم وتخرجهم من حالة التهميش الذي يعيشونه.
حي حراثن، لا يبعد عن مقر الولاية إلا بكيلومترات معدودة، لكن مشاكله أكبر بكثير من حجمها، وفي هذا الشأن يشير سكانه إلى الكثير من النقائص التي من شأنها أن تعكر يومياتهم بشكل مقلق ومتواصل…
الإنارة العمومية
يطالب السكان بعدة مشاريع لتحسين واقع الحي، ومنها الإنارة العمومية، لما لها من أهمية على حياتهم اليومية وتنقلاتهم ليلا، ويلحون على تحسين وضعية الحي في هذا المجال، بوضع الإنارة على مستوى بعض مناطقه وكذا تحسين بعضها في مناطق أخرى منه، ليشعر المواطنون بالأمان ليلا، على أرواحهم وممتلكاتهم، هذا وسط الظلام الدامس الذي يطبع المنطقة.
مشكلة السوق، القمامة والازدحام المروري
كذلك فقد تحدثوا عن السوق الأسبوعي الذي أصبح لوحده يتسم بعدة عناوين من المشاكل، بداية من تواجده بالقرب من منازلهم، وهو ما يسبب الإزعاج المتواصل للعائلات، والتراكمات الكبيرة للقمامة ومختلف الفضلات، وبشكل متواصل، خاصة بعد تحوله من أسبوعي إلى يومي بشكل فوضوي، بعد احتلال باعة الخضر والفواكه لحواف الطرق، وهذا ما يتسبب مباشرة في خلق ازدحام مروري كبير لعدم توفر فضاء خاص لركن السيارات.
عدم صلاحية الطرقات
كما أشاروا إلى عدم صلاحية الطرقات في المنطقة واهترائها بشكل مقلق جدا، وهو ما يتسبب في معاناة المواطنين، خاصة بالنسبة لأصحاب السيارات وحتى للراجلين، لأن الأمر يزداد تعقيدا خاصة مع حلول فصل الشتاء، أين تتحول هذه الطرق بل المسالك كما يصفها البعض إلى برك من الطين والأوحال والمياه، وهو ما يزيد من حجم معاناتهم وتخوفهم.
عدم وجود أرصفة للراجلين
يُعرف هذا الحي بغياب الأرصفة فيه لاستغلالها من طرف الراجلين، وهو ما أكد عليه ساكنوه ويرونه خطرا مباشرا يهدد حياتهم، وخاصة مع الازدحام المروري الذي أصبح من سمات الحي، فلا يجد الراجل في بعض الأحيان مكانا حتى للسير بكل حرية، ويزداد الأمر تعقيدا خاصة بالقرب من منطقة السوق.
انعدام فضاءات التسلية والترفيه للأطفال
في مجال الترفيه والتسلية، وفضاءات استقبال العائلات وبدرجة أكبر ما يخص فئة الأطفال، فإن هذا الحي ينعدم إلى مرافق التسلية، وحتى المساحات الخضراء، وهو ما يؤثر على أطفال المنطقة وشبابها، وحتى على كبار السن، فلا تجد هذه الفئات ملجأ للترويح عن النفس، في ظل هذه المعاناة، وفي ظل الهرج الذي يتسبب فيه السوق بشكل يومي ومتواصل، وفي هذا الشأن يأمل السكان وضع السلطات المحلية بعاصمة الولاية حلا لهذا الإشكال الملح الذي لا يقل أهمية عن النقائص الأخرى.
المطالبة بإنشاء مقبرة في المنطقة
ومن المشاكل التي تؤرق السكان، وتزيدهم حسرة على أخرى، خاصة بعد فقدانهم لأحبتهم واضطرارهم لدفن موتاهم في مقابر بعيدة عن المنطقة وعن الحي الذي يسكنونه، سواء حراثن القديم أو الحديث، أين يعمدون إلى نقل موتاهم ودفنهم في مقبرة أم الشوك التابعة لبلدية قاوس، أو على مستوى مقبرة طب زرارة المتواجدة بالمخرج الغربي لمدينة جيجل، وهو ما يشكل واحدا من النقاط المهمة في مسلسل معاناتهم، وبذلك يطالبون باختيار أرضية يتم تخصيصها لإنشاء مقبرة، تستقبل موتى العائلات المتواجدة في المنطقة، بحيث أن هذه الوضعية تعيدهم إلى حياة بدائية، رغم أن الحي مصنف ضمن المناطق الحضرية المنتمية إلى عاصمة الولاية جيجل.
وفي هذا الشأن يتكبد المواطنون كل هذه المعاناة في انتظار التفاتة حقيقية لتغيير وتحسين واقع الحي، وبذلك تخفيف معاناتهم، وهو الأمل الذي يحدو الكثير منهم.
جمال.ك