يعيش سكان حي “المزارعة” ببلدية أولاد موسى غرب بومرداس، وضعية مزرية و كارثية بسبب غياب المشاريع التنموية من جهة، وانعدام أدنى مرافق الحياة الكريمة من جهة أخرى، فالطرقات مهترئة وقنوات الصرف الصحي غير متوفرة، غاز طبيعي منعدم وانقطاعات يومية للمياه الشروب، إلى جانب غياب المرافق الرياضية والترفيهية بما فيها المساحات الخضراء التي لا وجود لها في الواقع اليومي، وهي المشاكل التي تحتاج إلى حل عاجل وذلك بتدخل الجهات المسؤولة بمن فيها والي ولاية بومرداس السيد “يحيى يحياتن” من أجل تغيير الواقع المعيشي لهؤلاء السكان.
لدى تنقل “الموعد اليومي” إلى حي “المزارعة” بأولاد موسى غرب بومرداس لاحظت الغبن على ملامح القاطنين خاصة منهم الشباب الذين يعانون كثيرا من غياب أدنى المرافق الرياضية، الأمر الذي رسم على وجوههم نظرة الملل في حياتهم المعيشية، فلا وجود لملاعب جوارية بحيهم وحتى قاعة رياضية أو دار للشباب التي من شأنها أن تنسيهم مرارة الاقصاء والتهميش من كل جوانب الحياة وحتى البطالة تلقي بظلالها بالحي والبلدية ككل في ظل غياب فرص العمل حتى في إطار عقود ما قبل التشغيل التي تمنح بـ “المعريفة” على حد قول القاطنين.
كما تطرق القاطنون لمشكلة غياب الغاز الطبيعي بسكناتهم ما جعلهم يجرون وراء قوارير البوتان بتنقلهم حتى الى وسط البلدية وفي بعض الأحيان إلى البلديات الأخرى كقدارة والأربعطاش من أجل جلبها، غير أنهم يصطدمون بارتفاع أسعارها التي تصل في الأيام الباردة الممطرة إلى 450 دج، الأمر الذي أفرغ جيوبهم وأنهكهم خاصة بالنسبة للعائلات بسيطة الدخل التي لا تستطيع دفع مصاريفها في كل مرة لأن قدرتهم الشرائية لا تتناسب مع أسعارها، ما أدى بهم إلى الاحتطاب، وبالتالي العودة إلى الطرق البدائية حتى ونحن في سنة 2022، هذا إلى جانب مواجهتهم لمشكلة غياب قنوات الصرف الصحي، ما أدى بهم إلى العودة للطرق البدائية وهي الحفر، ما نجم عنه انتشار الروائح الكريهة التي تعرض السكان لعدة أمراض.
وتتواصل معاناة سكان حي “المزارعة” بأولاد موسى غرب بومرداس مع نقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها كاهتراء شبكة الطرقات التي تتواجد في حالة مزرية في ظل عدم صيانتها منذ سنوات، الأمر الذي عرقل من سير الراجلين وأصحاب المركبات خاصة في الأيام الممطرة بسبب تحولها إلى مستنقعات مائية وبرك هذا في فصل الشتاء، أما صيفا فتبقى عبارة عن مسار من الأتربة المتطايرة هنا وهناك، الأمر الذي يعرض القاطنين لأمراض خاصة منهم ذوي الحساسية والربو، وما زاد من تذمر سكان الحي أكثر هو غياب مركز بريدي يضطرهم في كل مرة إلى التنقل لوسط مدينة أولاد موسى من أجل سحب الأموال ما يكبدهم مصاريف نقل هم في غنى عنها، إلى جانب مشكل غياب الإنارة العمومية، حيث يحوي الحي على أعمدة كهربائية بمصابيح معطلة جعلتهم يعيشون في ظلام دامس في الفترة الليلية، ما نجم عنه انتشار حالات السرقة و الاعتداءات وحرم السكان من نعمة الراحة والتجول بحيهم خوفا على حياتهم وأملاكهم، كما تطرح ظاهرة النفايات نفسها بعد الانتشار الواسع لها بالمنطقة وانبعاث منها روائح كريهة تسببت في انتشار الحشرات والجرذان بسبب تكدسها لأيام، بالنظر الى غياب دوريات يومية لعمال النظافة لرفعها، دون الحديث عن غياب حاويات ما يجعل المواطن يضعها على الأرصفة مشوهة بذلك المنظر الجمالي لهذا الحي الكبير.
وفي ظل هذه المشاكل التي يعيش على وقعها سكان حي “الرياشة” بخميس الخشنة غرب بومرداس منذ سنوات عديدة، يناشد هؤلاء عبر هذا المنبر الإعلامي الحر، السلطات المعنية بمن فيها الولائية من أجل التدخل العاجل لانتشالهم من الحياة القاسية التي يعيشون على وقعها والقيام بزيارة ميدانية تفقدية للوقوف على الوضعية التي تميز يومياتهم أمام غياب كل متطلبات الحياة الكريمة.
أيمن. ف