تجددت مخاوف سكان القصبة بالعاصمة من انهيار مساكنهم وعادت أصواتهم لتعلو مناشدين السلطات المحلية إنقاذ أرواحهم المهددة تحت الأنقاض، بعدما أدت الأمطار المتهاطلة مؤخرا إلى تزايد التشققات وارتفاع احتمالات التهاوي في أي لحظة سيما على مستوى حي أربع طرق وحي الإخوة رسيم، موضحين أن مساكنهم أضعف من أن تقاوم التغييرات المناخية وأن هذا الفصل يحمل لهم الكثير من المخاطر التي تهددهم وتفقدهم حلو الحياة وهنائها.
دعت مئات العائلات المتضررة القاطنة بالحي العتيق بالعاصمة ممثلا في القصبة، السلطات المعنية إلى الالتفات لوضعها وعدم الاكتفاء بمجرد الإحصاء دون تتويج ذلك بترحيل نحو شقق لائقة أو على الأقل ترميم مساكنها لحمايتها من الانهيار، عكس ما تم القيام به سابقا والذي وصف بأنه مجرد عمل ترقيعي سرعان ما كشفت عيوبه ليعود أصحاب المساكن إلى معاناتهم السابقة ويتجرعون ألم الخوف اليومي مع كل قطرة مياه تتسرب إلى داخل منازلهم عبر السقف الذي أكل عليه الدهر وشرب ولم يعد يقوى حتى على مجابهة الرياح دون الحديث عن مشاكل أخرى تنغص عليهم حياتهم اليومية، لكنها لم تبلغ درجة الخوف من الموت لا سيما بعد سلسلة الانهيارات التي طالت الكثير من المباني وأضحت تترصد أحياء مثل حي أربع طرق وحي الإخوة رسيم وغيرها، الأمر الذي جعلها تطالب بحقها في العيش دون مخاوف الهلاك، وأبدت استغرابها لأسباب عدم ترحيلها رغم تمكين القاطنين الجدد بالحي من ذلك، في حين أنهم يقبعون في المنطقة منذ عقود طويلة دون أن يتلقوا أي أنباء عن فرج قريب.
واشتكت العائلات من الوضع المزري الذي تتواجد عليه وحرمها من حلو الحياة بعدما نالت من أفرادها الرطوبة وسببت الأمراض للصغار والكبار على حد سواء سيما منها تلك المتعلقة بالأمراض التنفسية كالربو والحساسية، محمّلين مسؤولية تفاقم الوضع إلى المسؤولين الذين أبقوا الوضع على ما هو عليه رغم الشكاوى الكثيرة المرفوعة.
إسراء. أ