ما يزال سكان الأقبية على مستوى بلدية برج الكيفان شرق العاصمة، يعانون من الوضع الكارثي الذي يتخبطون فيه لسنوات عديدة، مشيرين إلى أنه وبالرغم من تخصيص مصالح ولاية الجزائر، لكوطات معتبرة من أجل ترحيل سكان الأقبية في العديد من بلديات العاصمة، ضمن برنامج الترحيل الذي انطلق منذ أربع سنوات وما يزال مستمرا إلى الآن، غير أن البلدية تعرف انتشارا للأقبية في العديد من المواقع، شأن القاطنين على مستوى حي “687 مسكن” الذي ينتظر سكانه تخصيص السلطات لحصة جديدة لهم من أجل ترحيلهم إلى شقق جديدة في القريب العاجل، لاسيما وأن شهر رمضان على الأبواب.
وحسب بعض المتضررين ممن يقطنون في تلك الأقبية، الذين وجدوا ضالتهم عبر الموقع الرسمي لولاية الجزائر، فإنهم يعيشون ظروفا قاسية في ظل غياب شروط العيش الكريم ما يتطلب ترحيلهم إلى سكنات جديدة، ووضع حد للمعاناة التي يتخبطون فيها منذ عقود، موضحين في السياق ذاته أنهم طالبوا السلطات الولائية وعلى رأسها والي العاصمة السابق، عبد الخالق صيودة، في العديد من المرات بضرورة الاستعجال في ترحيلهم ووضع حد لمعاناتهم التي يتخبطون فيها منذ سنوات، حيث يعيشون في أقبية عمارات الحي منذ سنوات بعد أن أجبرتهم ظروف الحياة القاسية على اتخاذها سكنا لهم رغم أنها ليست صالحة للسكن، بسبب الرطوبة وانعدام أشعة الشمس بغرفهم ما تسبب في إصابتهم بأمراض مزمنة على غرار الربو والحساسية.
وأضاف هؤلاء السكان أنهم مستاؤون بسبب الوضع المزري الذي يعيشونه خاصة عند تسرب مياه الصرف الصحي والمياه القذرة إلى السكنات، ما يجبرهم على إخراجها كلما تسربت وكذا تحمل الروائح الكريهة المنبعثة منها، مؤكدين أنهم قاموا بإيداع ملفات طلب السكن في الكثير من المناسبات، حيث اكتفت بلدية برج الكيفان باستلام ملفاتهم دون التحرك بشكل جاد لترحيلهم أو الضغط على السلطات الولائية من أجل الاستعجال في ترحيلهم، مضيفين أنه عند توجههم في كل مرة إلى مصالح البلدية من أجل الاستفسار عن موعد ترحيلهم يتلقون وعودا تطمينية من طرف رئيس البلدية السابق وحتى الحالي باقتراب موعد ترحيلهم، غير أن هذه الوعود على حد تعبيرهم بقيت شعارات فقط لم تجسد على أرض الواقع، فظروفهم المعيشية تزداد سوءا مع مرور السنوات وتتضاعف في فصل الشتاء خاصة عند تسرب قنوات الصرف الصحي إلى سكناتهم، كما أن هذه الأقبية أصبحت لا تصلح للعيش الكريم لأنها مصنفة ضمن الخانة الحمراء بحكم أن هذه السكنات لم تكن مبرمجة للإسكان، فالأقبية من المفروض أن تكون مكانا لأغراض غير السكن، مناشدين بذلك الوالي الحالي، يوسف شرفة، الذي يقوم منذ توليه رئاسة الجهاز التنفيذي للولاية بخرجات ميدانية مكثفة للوقوف على التنمية ومشاريع أخرى قيد الإنجاز بإقليم البهجة، يناشدونه لزيارة الحي والوقوف على حجم المعاناة التي يتخبطون فيها، والعمل على برمجتهم ضمن العمليات المقبلة من إعادة الإسكان كونهم بحاجة إلى سكن لائق في أقرب وقت ممكن.
إسراء.أ