يسعى سكان الأحواش ببلدية الشراقة بالعاصمة هذه الأيام إلى إعادة إخراج قضيتهم للواجهة، بعدما بلغهم استعداد الكثيرين لاستئناف نشاطهم بشرط التقيد بإجراءات السلامة الصحية من وباء كورونا، ومنها مصالح ولاية العاصمة التي كانت قد علّقت الكثير من الملفات في انتظار زوال الداء قبل أن توجه تعليمات صارمة إلى جميع القطاعات بالاستعداد تحسبا للدخول الاجتماعي بعدما أمرت جميع ورشات العمل باستئناف نشاطها حتى تسلّم كل المشاريع في أوقاتها المحددة. لم يستسلم سكان الأحواش لمصيرهم المبهم إزاء حرمانهم من الاستفادة من عقود ملكية تسمح لهم بالتصرف في مساكنهم سواء بإزالتها و بناء أخرى أو توسيع مساحتها، بحيث تستوعب عدد أفراد العائلة التي تفرعت مع مرور الوقت إلى عدة عائلات، سيما بعد تبخر حلم الدوبلاكس وتعقد مسألتهم أكثر فأكثر، فعملوا على إعادة إخراج قضيتهم إلى الواجهة ومحاولة الضغط على السلطات لتسوية الإشكال وتحريرهم من القيود التي منعت عنهم مساكنهم التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية وشغلوها منذ عقود من الزمن، ممثلة في حوالي 25 حوشا لا يملك قاطنوه أية وثيقة رسمية أو سند يسمح لهم بالبناء الذاتي أو إدخال ترميمات على الجدران البالية والأسقف المتصدعة لمساكن يقطنونها منذ أكثر من 50 سنة على غرار حي بوشاوي والقرية الفلاحية، حيث يجدد قاطنوها طلباتهم بتسوية وضعيتهم القانونية وضرورة الإسراع في التسوية النهائية لهذه الأحواش التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم بسبب اهتراء جدرانها التي أصبحت في حاجة ماسة للترميم، مؤكدين أن الحياة أضحت صعبة بسبب انعدام ضروريات الحياة الكريمة مقابل انتشار ملفت للنفايات وللحيوانات الضالة (الكلاب، الخنازير، القطط) التي تتجمع حول هذه النفايات بحثا عن الأكل فتمزق الأكياس، وتبعثرها لتتطاير في كل الأرجاء، ليصبح المكان مصدر إزعاج واشمئزاز للقاطنين الذين يتهمون عمال النظافة بعدم القيام بواجبهم على أكمل وجه، مناشدين في السياق ذاته السلطات المعنية ضرورة التدخل وانتشالهم من الوضع المزري الذي أصبح ينذر بكارثة بيئية ويشتكي سكان الأحواش من وضعية الطرق غير الصالحة للاستعمال والتي تزيدها الأمطار في فصل الشتاء تدهورا، بحيث تتحول إلى برك ومستنقعات ويجد السكان مشقة كبيرة للتنقل عبرها، متسائلين عن الأسباب الكامنة وراء تجاهل المصالح البلدية لدورها في تخفيف المعاناة عن هؤلاء، بحيث يجدون أنفسهم محرومين من كثير من الضروريات ومنها شبكتي الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب وحتى الإنارة العمومية، في مقابل إطلاق الوعود هنا وهناك والتعهد بتجسيد بعض المشاريع البسيطة الكفيلة بانتشالهم من الغبن الذي يعيشونه منذ سنوات .
إسراء. أ