تفتقر قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس إلى أدنى متطلبات العيش الكريم ما جعلها بعيدة كل البعد عن التنمية المحلية الامر الذي أدى بهم الى مطالبة والي الولاية، بالتدخل قصد انتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها ووضع حد لمعاناتهم التي قال عنها السكان قد طال امدها.
و لدى تنقل “الموعد اليومي” الى قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس لاحظت حجم معاناة القاطنين الذين ولدى معرفتهم أننا من الصحافة تجمع عدد كبير منهم وطالبوا منا إيصال مشاكلهم للمسؤولين لعل ذلك سيغير من واقعهم المعيشي في ظل انعدام المشاريع التنموية وغياب العديد من المرافق الضرورية، مع نقص أبسط ضروريات الحياة الكريمة، وفي مقدمتها الغاز الطبيعي ،الماء الشروب، الطرقات، الإنارة العمومية ، المرافق الرياضة وغيرها، رغم المراسلات والشكاوي التي تبقى حبيسة أدراج المسؤولين المحليين الامر الذي امتعض له السكان الذين يجددون نداءهم للجهات المعنية من اجل الالتفاتة الجدية من قبل الهيئات المعنية لإخراجهم من دائرة التخلف التنموي.

الغاز الطبيعي غائب عن سكناتهم…والسكان يلحون عليه
أول ما تطرق اليه قاطنو قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس في لقاءنا بهم هو الغاز الطبيعي الذي يغيب عن سكناتهم مؤكدين انهم راسلوا عدة مرات المسؤول الأول عن البلدية من اجل ربطهم بهذه الطاقة الحيوية غير انه لا حياة لمن تنادي، اين لا تزال معاناتهم متواصلة مع غياب هذه الأخيرة بسكناتهم ما يؤدي بهم في كل مرة الى الجري اليومي وراء قارورات غاز البوتان التي تعرف ارتفاعا في الثمن خاصة في فصل الشتاء اين تباع ب 500 دج ما اثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها يدفع ثمنها اكثر العائلات ذوي الدخل المتوسط الذين اجبرتهم الوضعية الى جلب الحطب من اجل استعماله للطبخ و التدفئة في فصل الشتاء و بالتالي العودة الى الطرق البدائية حتى و نحن في سنة 2021.
رحلة بحث يومية عن مياه الشرب
كما يعاني السكان من مشكلة غياب الماء الشروب عن حنفياتهم ما يجعل يومياتهم تنصب حول البحث عنها بأية طريقة عن طريق جلب المياه من مناطق مجاورة على مسافة لا تقل عن 4 كيلومترات، وهي المعاناة التي تشتد مع تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الصيف من كل سنة، والتي ترافقها نداءات وشكاوى متكررة للمسؤولين المحليين طالبين بتوفير هذه المادة حتى تنهي معاناتهم اليومية معها في ظل غيابها عن حنفياتهم.
و قد أكد لنا سكان القرية إن عمليات التزود بالماء الشروب، تتم بواسطة الحمير من قبل أطفال لم يروا من طعم الحياة إلا المرارة ، مضيفين في سياق ذاته أن العائلات القاطنة بهذه القرية تتخوف من انعكاسات صحية بسبب الأمراض المتنقلة عن طريق المياه الينابيع، والتي قد تزيد من معاناتهم في ظل استمرار الأزمة.
من جهة أخرى، يقول أحد قاطني القرية، أن التنمية بقريتهم تراوح مكانها، حيث أن هذه الأمور بقيت على ما كانت عليه منذ الاستقلال، ورغم أن السلطات العليا تولي اهتماما كبيرا لهذه المناطق إلا أن قرية “أزرو” بقيت على حالها.
طرقات القرية بحاجة الى صيانة سريعة
طرقات قرية “أزرو” بدلس شرق بومرداس في وضعية أقل ما يقال عنها انها مزرية وفي حالة كارثية وهو ما لاحظناه لدى تجولنا بالمنطقة حيث اكد القاطنون في هذا السياق ان وضعية الطرقات في تدهور مستمر باعتبارها لم تشهد عملية صيانة منذ سنوات الامر الذي زاد من سوء حالتها مضيفين انه في الأيام التي تتساقط فيها الامطار تتحول الى برك ومستنقعات مائية يجد الراجلين وأصحاب السيارات صعوبة في السير عليها، اما صيفا فان الغبار المتطاير هو سيد الموقف ما يعرض القاطنون لأمراض خطيرة خاصة ذوي الحساسية و الربو.وعليه يأمل القاطنون تدخل مسؤوليهم من اجل تعبيد الطرقات قبل حلول فصل الشتاء الذي هو على الابواب.
انتشار كبير للنفايات…والقرية تتحول الى مفرغة عمومية
يشتكي سكان قرية “أزرو” من تحول قريتهم في الفترة الاخيرة إلى مفرغة عمومية “تشمئز منها النفوس وتنفر كل زائر إليه نظرا للانتشار الكبير للنفايات الأمر الذي دهور من وضعية المنطقة وجعل من الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط تتجول على راحتها بالقرية، يحدث هذا في اعز الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر بسبب تفشي جائحة “كوفيد 19” الذي يتطلب بيئة نقية و محيط مطهر و معقم.
وحسبما أكده لنا السكان في هذا السياق أن المواطنين يتحملون مسؤولية تدهور القرية نظرا للرمي العشوائي للفضلات وكأن الأمر لا يعني تدهور منطقتهم ناهيك عن غياب عمال النظافة الذين لا يزرون القرية إلا في فترات متباعدة الأمر الذي يؤدي إلى تكدس الأوساخ و يحول القرية إلى مفرغة عمومية تنفر الزوار و تدهور من طبيعة المنطقة.
ظلام دامس لغياب الإنارة العمومية
تنتهي يوميات قاطنو قرية “أزرو” بمجرد غروب الشمس نظرا لانعدام الإنارة العمومية و هي الوضعية التي اضطرت البعض من سكان القرية لتوفيرها بمالهم الخاص، بوضع المصابيح الصغيرة أمام واجهات البيوت كحلول مؤقتة لإنارة المكان، إلا أنها تبقى حلولا ظرفية غير كافية لمواجهة الظلام الحالك الذي يطبع المنطقة ليلا، مضيفين أن الوضع بات لا يطاق، وأصبح توفيرها شغلهم الشاغل بسبب المخاوف من الاعتداءات والسرقة، سيما وأن سكان هذه القرية معظمهم يمتهنون الفلاحة، وتربية المواشي، والأغنام كوسيلة دخل وحيدة في المنطقة.و هو الامر الذي أدى بهؤلاء الى مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل من اجل انارة القرية حتى تنهي معاناتهم مع هذه المشكلة التي عمرت طويلا بالقرية.
مسافرون بلا مواصلات
وأبدى قاطنو القرية امتعاضهم من سياسة السلطات المحلية التي تتماطل في إيجاد حل لأزمة نقص المواصلات بالقرية، والتي يعانون منها منذ سنوات عديدة، وهذا بسبب ضعف المواصلات بالمنطقة.
وحسب بعض السكان، فإنهم وجهوا رسائل عديدة للجهات الوصية، مؤكدين أنهم لا يستجيبوا لهم، وهو الأمر الذي أدخلهم في دوامة كبيرة مع الانتظار وهدر الوقت، أو اللجوء إلى سيارات “الكلوندستان” التي أفرغت جيوبهم خاصة بالنسبة للبطالين الذين يجدون صعوبة في التنقل بسبب عدم قدرتهم على دفع مستحقات الكلونديستان الذين يغتنمون فرصة غياب حافلات النقل فيرفعون من سعر النقل التي تفوق المعقول..
…و التلاميذ في رحلة بحث عن وسيلة نقل
من جهة أخرى، يشتكي التلاميذ وطلاب المدارس من غياب حافلات للنقل المدرسي، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة ذهابا وإيابا سيرا على الأقدام من أجل الالتحاق بمؤسساتهم التربوية المتواجدة بوسط مدينة دلس أو بعيدة كل البعد عن مقر سكناهم ، وهو الأمر الذي أثر سلبا على تحصيلهم العلمي، في ظل صمت الجهات الوصية، على الرغم من النداءات المتكررة التي يرفعها في كل مرة أولياء التلاميذ قبل كل موسم دراسي جديد بضرورة اتخاذ تدابير وإجراءات لإنهاء المشكلة بتوفير النقل المدرسي على مستوى قريتهم ولكن لا آذان صاغية الامر الذي استاء له هؤلاء الذين يأملون ان تعجل السلطات البلدية في وضع حد لازمة غياب النقل و النقل المدرسي على حد سواء.
مرافق ترفيهية ورياضية غائبة والشباب قتلهم الفراغ الرهيب
من جهتهم شباب قرية “أزرو” يعانون من غياب المرافق الترفيهية التي من شانها ان تنسيهم متاعب الحياة اليومية من جهة و البطالة التي نخرت اجسادهم من جهة اخرى، مؤكدين انهم بحاجة ماسة إلى مرافق رياضية وترفيهية وكذا الى انجاز مساحات خضراء وأماكن للتسلية كقاعات لممارسة الرياضة التي تمتص أوقات فراغهم وتمكنهم من إخراج طاقاتهم الكامنة حيث ان شباب القرية قتلهم الفراغ الرهيب بسبب غياب هذه المرافق فهم يأملون ان تعطي السلطات المعنية حقهم في انجاز المشاريع الرياضية..
الصحة تستغيث
مشاكل سكان قرية “أزرو” كثيرة ومتعددة لم تتوقف عن ما تم ذكره سابقا بل تجاوزته لنقائص أخرى على غرار غياب مركز صحي بالمنطقة ، حيث أبرز العديد من المرضى بالقرية، خاصة منهم المسنين وذوي الأمراض المزمنة، معاناتهم بسبب غياب مستوصف جواري بالقرية، ما يكبدهم عناء قطع مسافات طويلة من أجل تلقى العلاج، وهو الأمر الذي يزيد من تدهور الحالة الصحية للكثير من المرضى في الكثير من الأحيان مع رحلة البحث عن مصحة لتلقي العلاج، مناشدين الجهات الوصية بضرورة الوقوف وقفة جدية عند مطلب توفير مركز صحي بالمنطقة قبل أن يخرجوا عن صمتهم.
روبورتاج: أيمن ف