يتجرع عشرات السكان ببلدية باب الوادي بالعاصمة مخاوف يومية من انهيار بناياتهم التي يأوون إليها والتي يعود تشييدها إلى العهد الاستعماري، متسائلين عن سبب صمت السلطات إزاء التهديدات التي تتربص بهم
وجعلتهم على أهبة الاستعداد لأي طارئ، خاصة مع الهشاشة التي بلغتها والتي زادتها مياه الأمطار وكذا القذرة منها ضعفا على ضعف، وأضحت الشرفات المتهاوية أولى التحذيرات بخطر قد تكون نتائجه وخيمة في حال استمرار سياسة اللامبالاة المسلطة ضدهم، داعين إلى اتخاذ التدابير اللازمة قبل وقوع ما لا تحمد عقباه.
تشكو عشرات العائلات في عدة أحياء بباب الوادي على غرار حي رابح بيصاص، الساعات الثلاث، جاكار وحي الكاريار وغيره معاناة حقيقية زادت حدتها لتصبح هاجسا من الموت ردما تحت الأنقاض بفعل هشاشة البنايات التي يأوون إليها والتي تعود إلى العهد الاستعماري فأسقفها وجدرانها وكذا الشرفات متصدعة ومهترئة، ومهددة بالانهيار على قاطنيها في أية لحظة، ضف إليها أن السكنات التي يقطنون بها تفتقر حتى لأبسط ضروريات العيش وسط حالة من الهلع والترقب خوفا من انهيار جدران بناياتها نتيجة للبنية التحتية الهشة التي بنيت منذ زمن وأغلبها لم يعرف أي ترميم أو تهيئة منذ ذلك الوقت، ومنها من تشكو من صعود مياه الصرف الصحي عـبرها على غرار بنايتين بحي بيصاص، حتى أضحت تغرق في فيضانات نتيجة تدفق مياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي، مما كاد يتسبب في كارثة بيئية، وهذا رغـم نداءات الاستغاثة العـديدة والمتكررة التي وجهها السكان الذين طالبوا بسكنات لائقة، رافضين الاستمرار في العيش في ظروف تنعدم فيها كل ضروريات الحياة الكريمة، فهم يطالبون بالترحيل لسكنات اجتماعية لائقة، تنسيهم معاناتهم لسنوات مكثوها في بيوت هشة وتفتقر إلى أبسط الضروريات آملين أن تلتفت السلطات المحلية إليهم لإيجاد حل لمشكلتهم.
وعرجوا للحديث عن معاناتهم مع الضيق، فالشقة الواحدة في أغلب البنايات تتكون من غرفتين أو ثلاث، ويقطن بها أحيانا أكثر من عشرة أفراد، متسائلين عن أسباب عدم اقدام مصالح البلدية على ترحيلهم لسكنات جديدة ورفع الغبن الذي يتخبطون فيه، خاصة وأنهم لم يعودوا قادرين على العيش في هذه الشقق الضيقة، فالكل منهم يعاني والكل لم يجد وسيلة للخروج منها، كون وضعهم الاجتماعي لا يسمح لهم بكراء سكنات أخرى، ضف إليه أن عددا من البنايات صنفت في الخانة الحمراء، إذ وبالرغم من أن ملفاتهم موجودة على مستوى المصالح المعنية والمسؤول الأول على البلدية وحتى الولاية على دراية بما يعيشونه من مخاوف الموت تحت الأنقاض، غير أنها لا تحرك ساكنا نحو ترحيلهم وإنقاذ أرواحهم.
ودعوا السلطات إلى العمل على تجنب الكوارث ومنع تكرار ما وقع على مستوى حي الساعات الثلاث قبل فترة بعد انهيار شرفة أحد الطوابق والتي كادت أن تتسبب في خسائر بشرية ومادية وخيمة، خاصة وأنها ليست الأولى بالحي، وهو الأمر الذي زاد من مخاوفهم جراء الانهيارات المتعددة، مشيرين في سياق حديثهم إلى أن هذه الشرفات تتسم بالقدم، التصدعات والتشققات التي زادت من حدتها التقلبات الجوية، كما أنها تعود إلى سنوات ماضية دون أن يتم ترميمها أو إعادة تهيئتها، ونوهوا إلى أن الخطر المحدق بهم يزداد خلال تهاطل الأمطار وهبوب الرياح القوية، إذ وبمجرد سقوط أولى قطرات مياه الأمطار تصبح المنازل غارقة في المياه.