العلم والإيمان

سفينة نوح عليه السلام

سفينة نوح عليه السلام

ثارت البراكين كتنور كبير، وهطل مطر غزير، وانفجرت الأرض عيونا بماء وفير، وتحولت السيول لفيضان كبير، وهاجت الأمواج وأصبحت كالطود تكتسح كل عمران ولا تبقي للقاطنين من أثر، وفي خضم الأمواج العاتية مرت سفينة عظيمة أعجوبة في زمانها تمخر العباب بلا أشرعة، حوت قلة من العابدين لتبلغهم بر الأمان، وحاول من كانوا بالأمس ساخرين اللحاق بالناجين، ولكن لم يحمهم من الغرق شيء؛ حتى أعالي الجبال بمنطقة الدمار، وإذا المُقَدَّر وقع؛ فمن يدفع القدر؟! عاش القوم منعمين في جنات وارفات، لكنهم نسوا فضل المنعم الكريم، استخفوا بالتحذيرات فلم يحمهم من قدرة العلي وثن؛ وكأن المنطقة لم تكن يوما مرتعاً للمرح وساحة للتكبر والعناد، فما الذي حدث؟ إنه الطوفان العظيم. حدث مأثور روته الحضارات القديمة، ونقله كتبة الأسفار، وتميز القرآن الكريم بدقة الوصف، ولم يتبق إلا سفينة يدفعها الطوفان لتستقر على سفح جبل آية للمعتبر في صنعها وحفظها على علمه تعالى وقدرته، قال تعالى: “كَذّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبّهُ أَنّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ. فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السّمَآءِ بِمَاءٍ مّنْهَمِرٍ. وَفَجّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَىَ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ. وَحَمَلْنَاهُ عَلَىَ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ. تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لّمَن كَانَ كُفِرَ وَلَقَدْ تّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مّدّكِرٍ” القمر 9 –15، وفي مايو عام 1948 كشفت الزلازل عن آثار سفينة كبيرة متحجرة مطمورة في الرواسب الطينية على سفح جبل الجودي في جنوب شرق تركيا، بالقرب من حدودها مع سوريا والعراق، اكتشفها راعي غنم اسمه رشيد سرحان من قرية أوزنجيلي Uzengili الكردية، وصدق القرآن الكريم في تصوير بليغ بديع يحلو في الآذان ويهز الوجدان ويأخذ بالألباب؛ قال تعالى: “وَقِيلَ يَأَرْضُ ابْلَعِي مَآءَكِ وَيَسَمَآءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَآءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيّ وَقِيلَ بُعْداً لّلْقَوْمِ الظّالِمِينَ” هود 44، ولم يبدأ الاهتمام الفعلي إلا عام 1985 واستخدمت البعثات العلمية حتى مايو 2007 تقنيات حديثة فأكدت الدراسة نبأ القرآن الكريم.

من موقع رابطة العالم الإسلامي