الجزائر- أكد سفير الصحراء الغربية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أن المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الشخصي للأمين العام للام المتحدة هورست كوهلر، مع الطرف المغربي، خطوة إيجابية باتجاه الطريق الصحيح،
متمنيا أن تصل إلى معالجة القضايا الجوهرية و أهمها: حق تقرير مصير الشعب الصحراوي وكذا ملف حقوق الإنسان، مضيفا أن من أهم شروط إنجاح المفاوضات عدم مراوغة المغرب الذي يوهم المجتمع الدولي بدخوله في مفاوضات جادة لكن في باطنه يسعى لتجنب التنديد الدولي بالعرقلة في حالة عدم مشاركته، مشيرا أن دور الإدارة الأمريكية إيجابي في القضية باعتبارها لا تريد إضاعة المزيد من الوقت، وتعمل على تحريك القضية في الاتجاه الصحيح، ولم تنطل عليها الحيلة المغربية باتهام جبهة البولزاريو نسج علاقة مع إيران وحزب الله.
وأوضح سفير الصحراء الغربية بالجزائر، في حوار لـ “الموعد اليومي”، أن جولة المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، خطوة إيجابية نحو الطريق الصحيح، باعتبار المغرب حاول التهرب من المفاوضات وإبقاء الأمور على حالها لفترة طويلة خدمة لمصالحه الشخصية، والقضية تعتبر تصفية استعمار بالدرجة الأولى، لكن المخزن تماطل وحاول تحويلها إلى نزاع جهوي، لكنه فشل في هذه المهمة فشلا ذريعا، والدليل على ذلك دعوة المغرب وجبهة البوليساريو كطرفي نزاع من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، للجلوس إلى طاولة الحوار، وكذا الدول المراقبة مثل الجزائر وموريتانيا، وبالتالي أرجع الأمور إلى إطارها لتطبيق اللائحة الأممية 24/14 التي تنص على إجراء مفاوضات قصد إيجاد حل يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي.
والملاحظ أن المغرب لا يريد أن تسير الأمور في هذا الاتجاه، وقد سبق لنا أن أجرينا مفاوضات في عديد العواصم وذلك تحت إشراف مراقبين دوليين، لكنه تراجع، ونتمنى من خلال هذه المفاوضات الجديدة معالجة القضايا الجوهرية وأن لا يناور مرة ثانية، ليظهر للعلن رغبته في تقدم المفاوضات لحلحلة الوضع، لكن في باطنه يعمل على تفادي إدانة وتنديد دولي بعرقلة مسار المفاوضات في حالة عدم مشاركته، ونتمنى أن يتفطن المجتمع الدولي لهذه الألاعيب ويتم معالجة القضايا الجوهرية.
ذكرتم منذ قليل أن هناك قضايا جوهرية سوف تتطرقون لها، هل من توضيح في ذلك؟
هناك عديد القضايا الجوهرية التي سيتم التطرق إليها خلال المفوضات المقبلة، في جنيف السويسرية، وتتمثل في كيفية تطبيق مضمون اللائحة الأممية التي تهدف إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي والوصول إلى هذا الهدف، إضافة إلى ملف حقوق الإنسان والانتهاكات التي تقع بالأراضي المحتلة في حق الشعب الصحراوي الأعزل الذي عانى ولا زال يعاني من بطش وغطرسة المخزن، فيما حاول المغرب تكرارا ومرارا إخفاء جرائمه على المجتمع الدولي، والعمل بالتالي على التعجيل بالتطبيق لتفادي تضييع المزيد من الوقت الذي لا يخدم القضية لا من بعيد ولا من قريب.
كوهلر التقى بالوفد الصحراوي على هامش أشغال الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ما هي أهم الملفات التي تم التطرق إليها؟
النقاش كان عاما وتمحور أساسا حول كيفية إنجاح الخطوة القادمة، أي مسار المفاوضات، مثلما دعا إليه مجلس الأمن، وهو الآن مازال متواصلا قصد إيجاد تفاصيل أكثر حول الخطوات القادمة، حيث حدد تاريخ إجراء المفاوضات ما بين 5و6 من شهر ديسمبر من السنة الحالية.
وبالتالي نجد أن الطرف المغربي في هذه المرة ملزم بالدخول في المفاوضات، ولا يوجد خيار أمامه للتهرب أو إيجاد حجج واهية كما كان يفعل في المرات السابقة، من جهته المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة طلب أن يصله الجواب قبل 20 أكتوبر،حول المشاركة في المفاوضات من عدمها، والطرف الذي لا يستجيب سيكون أمامه مجلس الأمن، الذي سيجتمع وسيتخذ الموقف من الطرف الرافض، كما أن فرنسا لن تستطيع حمايته هذه المرة وبالتالي ليس لديه سوى خيار القبول والجلوس حول طاولة المفاوضات.
يقال أن الاتجاه تغير من العمل المسلح الذي تنادي به بعض الأطراف إلى المفاوضات، فكيف ذلك ؟
هناك مساع سلمية والأمور تتجه نحو الحل السلمي والدخول في مفاوضات جديدة، والتي تعتبر بادرة خير للقضية الصحراوية العادلة، ويدل هذا على أن هذه الآلية هي المفضلة والمحبذة لإنهاء الصراع الذي طال أمده، أما التحضيرات العسكرية وإعداد الجيش ليكون جاهزا لكل الحالات، فهو إجراء عادي نقوم به كل سنة مثل جميع الدول، عكس ما يحاول الطرف الثاني إظهاره على أنه توجه للعمل المسلح واليوم الحل المطروح هو السير نحو المفاوضات، لحلحلة القضية التي طال أمدها.
ما دور الإرادة الأمريكية في القضية الصحراوية، مقارنة بسابقتها؟
الآن يسجل أن الإدارة الأمريكية لا تريد إضاعة المزيد من الوقت، مثلما تسعى إليه فرنسا والنظام المغربي، وهي التي عملت على تمديد مأمورية بعثة المينورسو لمدة 6 اشهر، وأيضا تقدم تقريرا مفصلا حول القضية مع الوقوف على النتائج المحققة، لوضع حد لحالة الجمود الذي تعيشه المنطقة منذ عقود، فالموقف الأمريكي يدفع إلى تحريك الموضوع إلى الاتجاه الإيجابي، ولم تنطل عليه حيلة المغرب الذي يتهم الجبهة بنسج علاقة مع إيران وحزب الله، ليتخلص من ضغطهم، كما يرغب في تحويل القضية من تصفية استعمار إلى صراع مجاور وجهوي، وقد فشل في هذا المسعى، لكون القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار.
المغرب يخترق قرارات محكمة العدل الأوروبية في كثير من الأحيان ما ردكم؟
هناك أطراف في الاتحاد الأوروبي، خاصة إسبانيا وفرنسا وحكوماتهما بالخصوص تحاول المراوغة والتآمر لتجنب التطبيق الحقيقي لقرارات محكمة العدل الأوروبية، التي تؤكد أن المغرب لا سيادة له على الصحراء الغربية وأي اتفاق يضم مياه الصحراء فهو اتفاق باطل، كما أن المغرب والصحراء الغربية منطقتان منفصلتان وأي اتفاق يضم مياه الصحراء اتفاق باطل، وهم يحاولون في كل مرة البحث في كيفية التآمر لإيجاد مبررات لاستغلال الثروات الصحراوية التي لا تعد ولا تحصى، ونطالب السلطة التشريعية باعتبارها حامية القانون أن لا تغيب القانون، وتكون جبهة البوليساريو طرفا يملك الحق، وفي حالة تسجيل أي تمادٍ سنلجأ إلى المحكمة وهي لا تتناقض مع نفسها، وبحسب الإحصاءات الأخيرة فإن 90 بالمائة من الصيد الذي يجنه المغرب هو من الأراضي الصحراوية، وهذا اعتداء صارخ على ثرواتنا التي هي من حق الصحراويين وحدهم التصرف فيها دون غيرهم.
هل هناك جديد حول ملف المعتقلين السياسيين؟
تبقى المعركة متواصلة والنظام المغربي مازال متماديا بمنع الزائرين وكذا منظمات حقوق الإنسان إلى الأراضي المحتلة للوقوف على حجم التجاوزات الحاصلة في حق الصحراويين، فهم محرومون من أبسط حقوقهم، والمغرب يعمل على تسويق فكرة تمتع الجميع بحقوقهم، وأنه مرغوب فيه، فلماذا إذن يغلق المنطقة ويمنع المراقبين من الدخول لتقصي الحقائق حول ما يحدث من تجاوزات على مختلف الأصعدة، وبالتالي فهو متيقن أن الناس ترفض تواجده.
فيما يتعلق بتنظيم الألعاب الرياضية في مدينة العيون المحتلة كيف تنظرون للموضوع؟
النظام المغربي يحاول جر بعض الأنشطة سواء في المجال الثقافي أو الرياضي و كذا الاقتصادي، وحتى تلك المتعلقة بالجانب السياسي، ليبين أن الصحراء جزء من المملكة المغربية، وهذا مرفوض جملة وتفصيلا، والسلطات الصحراوية تدعو إلى الامتناع عن المشاركة في هذه الألعاب الرياضية وتندد بمثل هذه التصرفات، نظرا لأن المغرب لا يمتلك السيادة على ولاية العيون وباقي المناطق الأخرى وسيطر عليها بالقوة، وعلى الاتحاد الإفريقي التحرك، كما فعل سابقا، لمنع إقامة أنشطة مماثلة في هذا المجال.
المغرب أطلق عدة شائعات آخرها حول مرض الرئيس الصحراوي، هل يعني ذلك أنه يعيش حالة تخبط؟
النظام المغربي يقوم بحرب نفسية ضد الصحراويين وكفاحهم ويحاول تشويههم، حيث أعلنوا عن 5 آلاف جندي مجند للدفاع عن القضية الأولى وذلك في وسائل إعلام مختلفة، الهدف منها إطلاق أكاذيب. وآخر شائعة كانت حول مرض الرئيس، وهو يزاول مهامه بطريقة عادية، وهي سياسة قائمة على الدعاية وإظهار صورة غير حقيقية على النظام المغربي.
مساهل رافع من أجل القضية الصحراوية في جنيف فما تعليقكم؟
نحيي الموقف الجزائري الدائم على مواقفه المدعومة بالحجج للقضية الصحراوية التي يؤكدها في كل مرة، حيث ظل متمسكا بالدفاع عن هذه المبادئ في حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في كل مكان، ولا نملك سوى أن نقدم الشكر للدولة الجزائرية وكذا الشعب، ونتمنى أن تحقق القضية الصحراوية هدفها وتنال استقلالها على غرار الثورة الجزائرية.
كلمة أخيرة
نحن نشكركم على الاهتمام بالقضية الصحراوية وخاصة بعد الحملات التي يتبعها المغرب لتشويه الحقائق، والشعب الصحراوي أكثر قوة وإصرارا على استرجاع حقه، كما أن ظروف الصحراويين أفضل مما كانت عليه في السابق، وهم متشبثون أكثر بحقهم لنيل الاستقلال وواثقون من انتصارهم مثلما انتصرت الشعوب وهذا لفائدة الحرية والديمقراطية والشرعية في المنطقة.