الجزائر- رحب وزير الخارجية المغربي الأسبق سعد الدين العثماني، بدعوة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى حوار مباشر بين البلدين، قائلا إن المغرب يده ممدودة للجزائر وليس لديه أي تحفظ من حل الخلافات، لكنه في الوقت نفسه أفصح عن عدم “جدية” الأوساط الحاكمة في المملكة في طرح القضايا على حقيقتها .
وقال سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربية الأسبق ورئيس المجلس الوطني (برلمان الحزب) لحزب العدالة والتنمية، المكلف بتشكيل الحكومة المقبلة: “يد المغرب ممدودة، والمغرب ليس لديه أي تحفظ حول الدعوة لحوار مباشر مع الجزائر”.
وتابع سعد الدين العثماني في تصريح لـ”عربي21″: “في رأيي تصريحات رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال إيجابية، مادام هناك حديث عن استعداد الجارة الشرقية للمغرب للحوار المباشر من أجل تسوية الملفات العالقة بين الجانبين”.
وزعم العثماني أن إغلاق الحدود يضر البلدين وتسبب في “مشاكل اجتماعية” كثيرة وهي أخطر في تقديرنا حتى من “الآثار الاقتصادية” للمشكلة التي ترتبت على الإغلاق رغم أهميتها على المنطقة، في محاولة لتصريف النظر عن “الخنق” الذي يعاني منه المغرب جراء عزلته البرية عن الجوار والمنطقة ككل.
وحاول العثماني تبرئة ذمة الرباط التي تورط فيها بـ”خطيئة التأشيرة” حيث قال إنه “لم يعد هناك أي مبرر لإغلاق الحدود بين البلدين، فرغم أن المغرب قرر من جانب واحد فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين، فإن هذا القرار لم يكن يستدعي قرار إغلاق الحدود في وجه مواطني البلدين”، معاكسا بذلك نظرية “البادئ اظلم”.
وتابع العثماني بعبارات “مناورة” حينما قال إن المغرب ألغى في 2004 قرار فرض التأشيرة بشكل أحادي كذلك، كتعبير عن حسن نية الرباط، لكن الجزائر لم تراجع قرارها بإغلاق الحدود إلى اليوم، ” لكن العثماني نفسه لم يقل المعنى الحقيقي لـ”حسن نية” المغرب في أن الرباط فتحت التأشيرات بعد أن تجاوزت الجزائر الأزمة وليس في الوقت الذي كانت بحاجة إليها، في وقت تواطأ المجتمع الدولي في دعم الإرهاب بترك الجزائريين لمصيرهم والضغط عليهم بأهداف لا تقل عن المساومة والابتزاز .
وزعم وزير الخارجية الأسبق أن قرار “فرض التأشيرة ليس قرارا عدائيا ضد أحد فجميع دول العالم تفرض التأشيرة ومع ذلك لم تقم واحدة من هذه الدول بإغلاق الحدود في وجه الدول الأخرى”، متناسيا التصريحات المؤسسة للتأشيرة والتي تتعلق باتهامات “باطلة” في حق الجزائريين بعد الاعتداء الإرهابي الذي طال الدار البيضاء وانكشفت براءة الجزائر من كافة خيوطه.
وكانت الجزائر قد دعت المغرب إلى حوار مباشر وصريح لمعالجة أسباب إغلاق الحدود في عدة مرات حتى لا تكرر الرباط “القرارت المتهورة” مثل الذي أقدمت عليه في 1994، وآخرها كانت تصريحات الوزير الاول عبد المالك سلال لجريدة “الشرق الأوسط”، الذي قال فيه إن “المغرب بلد جار، وبيننا نقاط خلاف عالقة تتباين بشأنها وجهات النظر، حيث تفضل الجزائر مقاربة شاملة تطرح فيها القضايا في حوار مباشر”.
وتابع سلال: “خصوصا أن الأمر يتعلق بمواضيع محددة يبقى استعداد بلادنا كاملا لتسويتها بطريقة جدية وسلمية، كي يتمكن البلدان من التفرغ إلى المهمة الأسمى ألا وهي بناء اتحاد المغرب العربي كما تتطلع له شعوبنا”.
وأضاف “فيما يخص إغلاق الحدود البرية، أذكر أنه جاء ردا على القرار لسلطات المملكة المغربية بفرض تأشيرات دخول على الرعايا الجزائريين، والمعروف أن العلاقات الدولية محكومة بمبدأي اللباقة وحسن الجوار”.