عقد وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، جلسة عمل هامة بمقر وزارة التربية الوطنية، جمعته بالنائبين عبد الوهاب يعقوبي وعز الدين زحوف، وهذا سياق متابعة انشغالات المواطنين، خاصة تلك المتعلقة بقطاع التربية، وحرص النواب على نقلها مباشرة إلى الجهات الوصية، بهدف تحسين المنظومة التربوية وتعزيز أداء المدرسة الجزائرية. وشكلت الجلسة، فرصة لتبادل الرؤى وطرح مجموعة من المقترحات العملية التي من شأنها الإسهام في إصلاح النظام التربوي، وتطوير الأداء البيداغوجي بما يتماشى مع تطلعات المجتمع الجزائري. وقد ركّز اللقاء على إصلاح المناهج التربوية والتعليمية، مع التشديد على ضرورة تخفيف البرامج في الطور الابتدائي، لما لذلك من أثر إيجابي على التلميذ من الناحية النفسية والتحصيلية، وتم التأكيد على أهمية إدراج الأنشطة اللا صفية في البيئة المدرسية، بما يُثري تجربة التلميذ وينمّي قدراته الشخصية، من خلال تنظيم زيارات بيداغوجية، المسرح المدرسي، الإذاعة المدرسية، إضافة إلى النوادي العلمية والبيئية. كما أولى الحاضرون أهمية خاصة لملف رعاية التلاميذ النجباء، وضرورة مرافقتهم في مختلف مراحلهم الدراسية، مع اعتماد آليات تضمن استثمار الكفاءات الوطنية داخل الجزائر وخارجها. وتم التأكيد على تعزيز روح الانتماء لدى هؤلاء التلاميذ، باعتبارهم ركيزة المستقبل. من جهة أخرى، تم التطرق إلى أهمية التنسيق بين وزارات التربية الوطنية، التعليم العالي، التكوين المهني، والشؤون الخارجية، من أجل بلورة رؤية شاملة تُعزز التكامل في تسيير الشأن التربوي والتكويني، بما يخدم مصلحة التلميذ والمؤطر التربوي في آنٍ واحد. اللقاء تناول كذلك، ملف الجالية الجزائرية بالخارج، حيث تم اقتراح فتح مدارس جزائرية في العواصم والمدن الكبرى ذات الكثافة الجزائرية العالية، بهدف الحفاظ على الهوية اللغوية والثقافية لأبناء الجالية، وضمان تواصلهم مع الوطن. كما طُرح موضوع دعم أساتذة المدرسة الدولية الجزائرية بباريس، وكذا أساتذة برنامج ( ELCOتعليم اللغة والثقافة الأصلية)، العاملين ضمن المؤسسات التربوية الأجنبية. وفي السياق ذاته، تم التطرق إلى إمكانية اقتراح آليات تمويل جديدة للمؤسسات التعليمية والثقافية الجزائرية في الخارج، بعيدًا عن الاعتماد الكلي على الخزينة العمومية، مع التأكيد على ضرورة وضع رؤية استشرافية علمية وعملية تضمن استدامة هذه المشاريع وفعاليتها. وثمّن النائبان يعقوبي وزحوف، تفاعل الوزير مع انشغالاتهم والإطارات الحاضرين، خاصة الأمينة العامة ورئيس الديوان، لما أبدوه من تعاون وتسهيل لهذا اللقاء الذي يعكس الجدية في التكفل الفعلي بانشغالات المواطنين، لا سيما ما يتعلق بالمدرسة الجزائرية ودورها المحوري في بناء الإنسان والوطن.
س. س