شدد وزير التربية الوطنية, محمد صغير سعداوي, على أهمية إدماج البعد البيئي في المناهج التعليمية، موضحا أن 60 بالمائة من النوادي البيئية المعنية بالتجهيز مخصصة للمدارس الابتدائية، أي ما يعادل 1510 نادي, إلى جانب 662 نادي في الطور المتوسط و328 في الطور الثانوي.
وقد أشرف وزير التربية الوطنية، بمعية وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، على إعطاء إشارة الانطلاق لحملة تجهيز 2500 ناديا بيئيا منصّبا بالمؤسسات التعليمية، وهذا بمناسبة التوقيع على بروتوكول تعاون ثنائي بين وزارة التربية الوطنية ووزارة البيئة وجودة الحياة، مع العلم أن نفس عملية التجهيز تمت في نفس اليوم وفي نفس التوقيت، على مستوى خمس مؤسسات تعليمية بخمس ولايات هي: أدرار، الجزائر العاصمة، معسكر، خنشلة والمنيعة. وكانت الفرصة مواتية ليشير من خلالها الوزير للأساتذة، الى حرص الوزارة على ترقية الحياة المهنية للأستاذ، ولجميع مكونات الأسرة التربوية، ليقوم بعدها الوفد الوزاري بزيارة معرض للأعمال الفنية والورشات البيداغوجية الخاصة بالنوادي البيئية (3 نوادي بيئية) بالمتوسطة، واستمع لشروحات مفصلة حولها من طرف التلاميذ المنخرطين في تلك النوادي البيئية، ليقوم بعدها السادة الوزراء بإعطاء إشارة الانطلاق الوطنية لتسليم تجهيزات لـ2500 نادي بيئي، تتكون من بيت بلاستيكي مدعم بنظام استرجاع مياه الأمطار؛ أدوات البستنة؛ صندوق تحضير السماد العضوي؛ حاويات خاصة بعملية الفرز الانتقائي للنفايات (نفايات بلاستيكية نفايات معدنية وكذا ورق وكرتون).
قطاع التربية يحصي 8524 ناديا بيئيا تحت تأطير أزيد من 9 آلاف أستاذ
وقبل التوقيع على بروتوكول اتفاق التعاون الثنائي بين الوزارتين، أكد الوزير في كلمته، على الدور المهم للنوادي البيئية في غرس الثقافة البيئية، لدى التلاميذ، باعتباره فضاء تفاعليا تطوعيا، ضمن الأنشطة المكملة للمدرسة، والتي تعد امتدادا للأنشطة البيداغوجية، حيث تساعدهم على تطوير معارفهم ومهاراتهم وأدائهم وسلوكياتهم في مجال المواطنة البيئية، كما تدخل هذه النشاطات أيضا في إطار انفتاح المدرسة على المحيط. وفي هذا الصّدد، أشار الوزير إلى أن وزارة التربية الوطنية دأبت على ترسيخ العملية التربوية التكاملية مؤكّدا أن هذا المشروع الكبير يجب أن يتبناه الجميع، ومشيرا إلى التنسيق والشراكة التي تربط القطاع بقطاعات وهيئات أخرى، على غرار التنسيق مع المحكمة الدستورية في تربية أبنائنا على المواطنة الدستورية وفهم الحقوق والحريات العامة وغيرها من المواضيع الدستورية، وكذلك التنسيق مع وزارة الرياضة في ما تعلّق بالمنافسات الرياضية واكتشاف أحسن النخب الرياضية داخل المؤسسات التعليمية، ونفس الأمر بالنسبة للتنسيق مع المجلس الشعبي الوطني، وغيرها من الشراكات التي تجسّد فعلا انفتاح المدرسة على المحيط الخارجي. كما أشار الوزير، إلى أن التنسيق مع قطاع البيئة وجودة الحياة، يتجسد هذه المرّة في تجهيز النوادي البيئية بالمؤسسات التعليمية بالوسائل البيداغوجية البيئية، التجهيزات ستوضع بين أيدي أبنائنا المتمدرسين المنخرطين في النوادي البيئية ومؤطريهم، لاستعمالها واستغلالها في الأنشطة التي ترتبط بالتربية البيئية، بهدف ترسيخ ثقافة التعلّق بالبيئة وحمايتها ليكونوا سفراء البيئة في أحيائهم وقُراهم وبيوتهم. مع العلم أن قطاع التربية يحصي 8524 ناديا بيئيا، 4781 منها متواجد بالمدارس الابتدائية، ما يمثل نسبة 56.08 بالمائة والباقي موزع على المتوسطات والثانويات بتعداد 2640 و1103 على التوالي، وينشط بهده النوادي: 237747 تلميذا منخرطا: 140248 بالمدارس الابتدائية،74350 بالمتوسطات، 23149 بالثانويات، ويؤطر هؤلاء التلاميذ المنخرطين في النوادي البيئية 9143 مؤطرا بمختلف المراحل التعليمية. وفي الختام، دعا الوزير جميع مكوّنات الأسرة التربوية إلى احتضان هذه النوادي البيئية وتحفيز التلاميذ على الانخراط فيها.
سامي سعد