على غرار السجائر الالكترونية وتحدي الباراسيتامول

سعداوي يستنفر المدراء للحد من ظواهر خطيرة متفشية وسط التلاميذ

سعداوي يستنفر المدراء للحد من ظواهر خطيرة متفشية وسط التلاميذ
  • استحدث إجراءات استعجالية لمواجهة 8 سلوكيات مدمرة لمستقبل التعليم

 

حذّرت وزارة التربية الوطنية، من خلال المراسلة رقم 374 بتاريخ 10 أفريل 2025، من تنامي وتفشي عدد من الظواهر الدخيلة، في المدارس خلال السنوات الاخيرة التي تؤثر سلبًا على المناخ التربوي والتحصيل الدراسي وتتنافى مع القيم المجتمعية والتربوية التي تسعى المدرسة الجزائرية إلى ترسيخها، داعية إلى اتخاذ جملة من التدابير العملية والتربوية للحد منها.

وحسب التقرير الصادر عن وزارة التربية، فإن من بين أخطر السلوكيات التي تم رصدها، الاستعمال المفرط للهاتف النقال داخل المؤسسات التعليمية، سواء من قبل التلاميذ أو بعض الأساتذة، لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو التقاط صور ومقاطع فيديو دون إذن مسبق. كما حذّرت الوزارة من إدمان الشاشات الذي بات يؤثر على الصحة النفسية والبدنية للتلاميذ، وأطلقت بالتعاون مع قطاع الصحة حملة تحسيسية بهذا الخصوص. كما تم تسجيل استهلاك مشروبات الطاقة بين التلاميذ، خصوصًا في فترات الامتحانات، رغم التحذيرات الصحية السابقة، إضافة إلى تفشي ظاهرة التدخين والسجائر الإلكترونية في أوساط بعض تلاميذ المتوسط والثانوي، وهو ما يتطلب يقظة دائمة من الطاقم التربوي والتأطيري. من جهة أخرى، عبرت الوزارة عن قلقها من انتشار مظاهر غير لائقة في السلوك والهندام، من خلال تقليد أنماط أجنبية في اللباس والكلام والتصرفات، ما يعكس هشاشة نفسية وثقافية لدى بعض التلاميذ، كما نبهت إلى ظاهرة تمزيق الكتب والكراريس ونثرها أمام المدارس خاصة بالمتوسطات، والتي تمثل إساءة صريحة للمعرفة ولقدسية المؤسسة التربوية. ومن أخطر ما تم رصده، تداول تحدٍّ مقلق على شبكات التواصل الاجتماعي بين التلاميذ يُعرف بـ”تحدي الباراسيتامول”، يتمثل في تناول جرعات زائدة من هذا الدواء، ما يُعرض حياتهم للخطر.

 

تعليمات لإطلاق حملات تحسيسية ومرافقة نفسية للتلاميذ

ولتطويق هذه الظواهر، ومكافحة الآثار السلبية لهذه السلوكيات والتصرفات التي لا تمت للرسالة المدرسية وقيم المجتمع الجزائري بأي صلة، والحفاظ على قدسية المؤسسة التعليمية ودورها الريادي في تجسيد مرامي المنظومة التربوية الوطنية في تنشأة جيل واع بقيم مجتمع مدرك لمسؤوليته مراع لقواعد الحياة المشتركة، أمرت الوزارة على جميع المتدخلين في المؤسسة التعليمية مواصلة عمليات تحسيس وتوعية التلاميذ بالمخاطر المختلفة لهذه الظواهر وغيرها، لا سيما من خلال الحرص على تطبيق النظام الداخلي للمؤسسة والسهر التام على احترامه من طرف كل أعضاء الجماعة التربوية في المؤسسة التعليمية وتعزيز دور مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي في المرافقة النفسية وخاصة تجاه التلاميذ في وضعية هشة مع دعوة مهنيي الصحة المدرسية من خلال نشاط ومهام وحدات الكشف والمتابعة إلى تكثيف نشاطات التوعية والتحسيس بكل الجوانب ذات العلاقة بصحة التلاميذ الجسدية والعقلية والنفسية. كما دعت الوزارة، إلى تحفيز التلاميذ على الانخراط في الجمعيات الثقافية والرياضية المدرسية وممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية التي تنظمها المؤسسة التعليمية مع إدماج أنشطة تربوية ختامية تشجع على تقييم جهود السنة الدراسية واختتامها بطريقة إيجابية مع تشجيع التلاميذ المتميزين سلوكياً بجوائز تقديرية نحو تنظيم عملية جمع وفرز الكراريس والكتب غير المستعملة في نهاية كل سنة. ودعت أيضا، إلى تنظيم عملية جمع وفرز الكراريس والكتب غير المستعملة لضمان إعادة تدويرها عبر مبادرات بيئية داخل المدرسة، وتحفيز التلاميذ على المشاركة فيها. كما أمرت بإشراك المجتمع المدني في تقديم برامج تربوية وتوعوية ضمن الأنشطة المكملة للمدرسة تساهم في تحسيس التلاميذ بمخاطر المظاهر الدخيلة. وشددت في ذات السياق، على أهمية التجند الكامل لكل أعضاء الجماعة التربوية والانخراط التام في المسعى التحسيسي والتربوي من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. ونظرا للطابع الاستعجالي، دعت الوزارة  مديري هذه المؤسسات إلى تطبيق الإجراءات  المقررة  واتخاذ كافة التدابير التي من شأنها الحد من هذه الظواهر ضمانا لبيئة سليمة وآمنة بمؤسساتنا التعليمية، محفزة على التعلم والتميز ومحافظة على جودة التعليم.

سامي سعد