اختُتمت، الخميس، بولاية وهران، نهائيات البطولة الوطنية المدرسية للرياضات الجماعية في طبعتها الأولى، التي احتضن ملعب الشهيد أحمد زبانة المباريات النهائية، بمشاركة الفرق المتأهلة لمختلف ولايات الوطن، من تلميذات وتلاميذ المراحل التعليمية الثلاث.
ويأتي هذا في ظل التوجه التربوي الوطني الذي يجعل من المدرسة فضاءً متكاملاً لتكوين التلميذ وتنمية قدراته في مختلف الأبعاد المعرفية والبدنية، وتجسيدًا للتوجيهات السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرامية إلى ترقية الحياة المدرسية وتثمين أدوارها التكوينية والتفاعلية. وقد أشرف على فعاليات الاختتام كلّ من وزير التربية الوطنية، الدكتور محمد صغير سعداوي، ووزير الرياضة، وليد صادي، إلى جانب والي ولاية وهران، سمير شيباني، وبحضور رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية، وممثلي البرلمان بغرفتيه عن الولاية، إضافة إلى ممثلين عن السلطات الولائية، والقطاعات العسكرية والأمنية والمدنية، حيث تابعوا جانبًا من اللقاءات النهائية، وتولّوا في ختام التظاهرة تكريم الفرق المتوجة في الرياضات الجماعية الأربع: كرة القدم، كرة اليد، كرة السلة، وكرة الطائرة، بالنسبة للإناث والذكور. وجاءت هذه البطولة الوطنية تتويجًا لمسار تنظيمي محكم، مرّ عبر ستّ مراحل متكاملة: مرحلة المؤسسة التعليمية، تلتها مرحلة البلدية، ثم مرحلة الدائرة، فمرحلة الولاية، ثم الجهة، لتصل إلى المرحلة النهائية، التي احتضنتها ولاية وهران، وجمعت الفرق المتفوقة في مختلف الرياضات الجماعية، في جو ساده الانضباط، وروح العمل الجماعي، والاحتكام إلى قيم التنافس الشريف. وقد أبانت هذه التظاهرة عن وعي متزايد لدى الناشئة بأهمية النشاط البدني والرياضي، كأداة لصقل الشخصية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتقوية روح الفريق، وتحقيق توازن صحي ونفسي واجتماعي، إلى جانب التحصيل الدراسي. كما أكدت على أهمية إدماج الرياضة في المشروع التربوي الوطني، باعتبارها مكوّنًا أساسيًا في بناء متعلم متكامل، قادر على التحدي والمبادرة، ومتشبع بقيم المواطنة.
نجاح هذه البطولة يبرز مدى ترسّخ الثقافة الرياضية في الوسط المدرسي
وأظهر نجاح هذه البطولة، مدى ترسّخ الثقافة الرياضية في الوسط المدرسي، باعتبارها واقعًا حيويًا في المؤسسات التربوية، وما تزخر به من طاقات واعدة قابلة للتطوير والرعاية، في سياق يسهم في صقل المواهب ودعم التكوين المتكامل. إن هذا الحدث التربوي الذي نظمته وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة الرياضة، وبمشاركة الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية، يعد محطة مفصلية ضمن مسار وطني أوسع، يُجسّد رؤية الدولة الجزائرية في ظل قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي يراهن على أن المدرسة الجزائرية تُعد خزانًا وطنيًا زاخرًا بالمواهب، يتعيّن علينا اكتشافها، وصقلها، ورعايتها، لتمثيل الجزائر بكل فخر وكفاءة في المحافل القارية والدولية. وهو رهان يُترجم إرادة قوية في بناء أجيال متوازنة، فاعلة، ومؤمنة برسالة مدرستها، من خلال دعم كل المبادرات الكفيلة بجعل الحياة المدرسية دينامية ومندمجة في محيطها الوطني. للإشارة فإنه، سيشارك المنتخبان الوطنيان لأقل من 16 (إناث) وأقل من 17 سنة (ذكور) لكرة اليد, في منافسات الألعاب الإفريقية المدرسية الأولى, التي تحتضنها الجزائر في الفترة الممتدة من 26 جويلية إلى 5 أوت 2025. وحسب ما أعلنته الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، وتحسبا لهذا الموعد القاري, وفي إطار برنامج المكتب التنفيذي للاتحادية وخاصة منه المتعلق بالمنتخبات الوطنية للأصناف الصغرى ومن أجل استغلال فرصة تنظيم الألعاب الأفريقية المدرسية الأولى بالجزائر, تم تنظيم أول تجمع لمنتخبي أقل من 16 و17 سنة. وحسب نفس المصدر, فإن هذه التظاهرة الرياضية الكبرى “تجمع مواهب شابة من مختلف بلدان القارة الإفريقية، في أجواء أخوية وتنافسية تهدف إلى ترسيخ القيم الرياضية والتعارف بين الشعوب”. وختم بيان الهيئة الفدرالية “بعزيمة وإصرار, يرفع أشبال الجزائر راية الوطن عالياً, مجسدين روح المثابرة والطموح في سبيل تشريف الرياضة المدرسية الجزائرية”.
سامي سعد