“سردية السياسة في الرواية العربية: هو عنوان كتاب جديد للدكتور عبد القادر فيدوح صدر عن دار نشر صفحات السورية.
جاء في مقدمة هذا المؤلف أن مصفوفة الدراسات الثقافية تقوم على ظاهرة التمثيل الثقافي؛ من خلال مستويات العملية التواصلية بين الواقع والتمثيلات النمطية التي تجسِّدها مؤسسات السلطة بكل أشكالها الشمولية، حين تضع المجتمع تحت تأثير التابع، وفاعلية تأييده القسري؛ ابتغاء اقترانه بقوة النفوذ المتمادي في الغواية؛ سعيًا إلى التحكم في تجليات الأنساق الثقافية والاجتماعية بحضور تمثيلي. وأضاف الكاتب في مقدمته: ” غالبا ما تكون هذه الأنساق تحت طائلة الانصياع للصلاحية، التي تتخذ من الوعي الاجتماعي بكلياته، موضوعا للاحتواء والاستئثار، وهو ما أفرز حضور الضمير الواعي، أو ما يمكن أن نطلق عليه بالمثقف المُمانع، الذي يعهد إليه حمل التساؤل؛ لمواجهة استحكام هذا النفوذ، أو هو “المثقف الفاعل”، الذي يقوم بدور تنوير الوعي، وتمكين المرء من إدراك ذاته؛ حتى يكون ممثل المجتمع ثقافيا، وموجهَه الفكري؛ لمُناكَفَة نفوذ الفعل السياسي؛ لما له من سمات ثقافية متماثلة في الأنساق المضمرة، بوصفها نقدا ثقافيا سياسيا، مرتبطا بالنسق الكلي لأي إيديولوجية”. وتابع أن هذا المثقف الذي من شأنه أن يعرِّيَ المؤسسات الدَّعِيَّة بخاصة تلك التي تتجاذب فيها المصالح، ما يشكل بالنسبة للفنان على وجه العموم، وضعاً قلقًا من شأنه أن يستثيره، ويدفع به إلى تحمُّل عبء مسؤولية الضمير الحي، الذي يبحث فيه عن المصير المشترك، ولن يكون في وسعه سوى مخالفة قواعد الأنظمة الجائرة، التي عوّدت المجتمع على الامتثال، والانقياد. أما الروائي فيبحث فيما هو موجود في الوجود؛ ليتطلع به إلى استشراف المعالي، ملتمساً السعي إلى تعرية القواعد الصُّورية التي تجيزها قواعد السلطة، ومتطلعًا – بمبتغاه هذا – إلى رؤية مسبقة، رؤيا استشرافية، تسلط الضوء على الرغبات التوَّاقة إلى السموّ؛ وإذ ذاك يدافع الروائي على البُغْية المشتركة، كما لو أنه يدافع عن مصيره، أو ينافح عن مبتغى ما ينتظره الضمير الجمعي منه، على النحو الذي يمليه الشرط الإنساني.
ق.ف