عبر حوالي 100 صورة

سحر التراث الجزائري بعدسة ندير جامة

سحر التراث الجزائري بعدسة ندير جامة

نزل الفنان ندير جامة ضيفا على قصر رؤساء البحر (حصن 23)، من خلال معرض صور فوتوغرافية بعنوان “تراثنا في صورة”، يجمع بين سحر التراث الجزائري ودقة عدسة الكاميرا التي رصدت الكثير من التفاصيل.

ويأخذ هذا المعرض، الذي ينظمه المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر بالتنسيق مع مركز الفنون والثقافة لقصر رؤساء البحر في إطار برنامج شهر التراث، الجمهور إلى رحلة عبر هذه الصور الفوتوغرافية، بالألوان وبالأبيض والأسود، نحو مختلف عناصر التراث الجزائري وما يزخر به من مخزون وجماليات.

ويرصد جامة عبر حوالي 100 صورة نماذج بديعة من معالم تاريخية وأثرية وطبيعية من مختلف ربوع الوطن، وكذا الأزياء التقليدية والأطباق والفخار التقليدي وطقوس الأعراس والصيد والواجهة البحرية وأزقة القصبة وسحر الجنوب الجزائري الشاسع، ما يعكس تنوع الجزائر وعراقتها عبر التاريخ.

وتظهر جليا المهارات التقنية لجامة ورؤيته الجمالية من خلال لمسته الخاصة، إذ يستنطق من خلال صوره تفاصيل كثيرة من الذاكرة الثقافية للجزائريين، فبعضها يسلط الضوء على حي القصبة العريق ومعالمه الدينية والتاريخية، وأخرى تعكس جمال البنايات القديمة والقصور والمساجد في غرداية وكذا مناظر الغروب بتمنراست والكثبان الرملية بتاغيت وجسور قسنطينة المعلقة وغيرها. كما أبرز الفنان في صوره ثراء الأزياء والحلي التقليدية من مناطق عديدة من الوطن، من العاصمة إلى قسنطينة ومن تلمسان إلى منطقة القبائل وتمنراست، على غرار الحايك الأبيض والكاراكو المطرز بالذهب والقفطان والملحفة والبلوزة والبرنوس والفضة المطعمة بالمرجان، بالإضافة إلى صور أخرى عن فن الفروسية والفنتازيا وصناعة الفخار وطقوس “الديوان” وغيرها…  من جهة أخرى، يتضمن المعرض الذي يستمر إلى غاية 18 ماي المقبل جناحا آخرا يبرز أهم الأطباق التقليدية والحلويات الجزائرية التي يتم تحضيرها بمناسبات الأعراس والأعياد الدينية، كحلويات البقلاوة والمحنشة والمقروط، إلى جانب زاوية تضم صورا لأهم المهارات والتقنيات اليدوية ومشغولات الطرز التقليدي الجزائري، تعكس خصوصيات كل منطقة. وعلى هامش حفل التدشين، أشار جامة إلى أن هذا المعرض يصبو إلى “التعريف بمختلف عناصر التراث الجزائري، المادي واللامادي”، مضيفا أن صوره “جزء من مجموعة صور أنجزها على مدار 40 سنة في عالم الصورة، حيث ترصد تراث الجزائر الثري والمتنوع ويوميات الجزائريين، وهذا بهدف الحفاظ على الهوية الجزائرية وتقديم هذا الموروث الغني للجيل الجديد لكونه يبعث على الفخر والاعتزاز”. واهتم جامة، بعالم الصورة الفوتوغرافية منذ طفولته، وبالموازاة مع دراسته الجامعية في مجال الفيزياء، درس أيضا فن الصورة في أوروبا، وقد شارك في العديد من المعارض بالجزائر وخارجها.

 

ب\ص