يتجاوز الفرنسيون من أصول عربية، ممن لهم حق التصويت في فرنسا المليونين بينهم مليون جزائري ، ويبدو هذا الصوت مهما بشكل خاص في هذه الانتخابات الرئاسية، التي تأتي في ظل صعود ملحوظ لأحزاب اليمين
المتطرف في أوروبا، والذي لا تعد فرنسا استثناء منه، وكان الناخبون الفرنسيون من أصول عربية قد ساهموا بدور كبير، في هزيمة الرئيس الفرنسي السابق (نيكولا ساركوزي)، أمام الرئيس الفرنسي الحالي المنتهية ولايته (فرنسوا هولاند)، في انتخابات العام 2012.ويرى البعض في أوساط الجالية المسلمة في فرنسا، أن جماعات العرب والمسلمين هناك، تبدو غير متفقة فيما بينها، على تأييد مرشح واحد وإن كانت النسبة الأكبر بينهم تؤيد مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون، ويقول هؤلاء إن الفكرة السائدة هي الانتظار حتى الجولة الثانية التي سيلقي فيها الناخبون العرب والمسلمون بثقلهم الانتخابي، والتكتل ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان مما يؤكد ان واضحا أن الهاجس الأكبر لدى عرب ومسلمي فرنسا، هو مواجهة اليمين المتطرف و منع مارين لوبن، مرشحة اليمين المتطرف من الوصول إلى قصر الإليزيه؛ لأن لها مواقف معادية للمهاجرين؛ خاصة وانها تعتبر المهاجرين غير قادرين على الاندماج مع المجتمع الفرنسي.يذكر انه تتخذ مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة حزب “الجبهة الوطنية” لوبان موقفاً عدائياً من المسلمين والمهاجرين، وقالت في 5 فيفري 2017، أمام الآلاف من أنصارها الذين لوَّحوا بالأعلام وهم يرددون هتاف “هذه بلدنا”: إنها “الوحيدة التي ستحميهم من التطرف الإسلامي والعولمة إذا انتخبت رئيسة في ماي”. ونددت لوبان في مرات سابقة بصلاة الجمعة في الشوارع، أوفي المناسبات التي تحمل طابعاً دينياً، وتعهدت بأنها حال ترشحها سوف تصدر قانوناً يحظر الصلاة في الشارع، وأن عقاب المخالفين سيكون شديداً وغليظاً للغاية.وطالبت مارين، مؤخراً، بإلزام جميع الفرنسيين مزدوجي الجنسية من الدول غير الأوروبية بأن يتخلوا عن جنسيتهم الفرنسية أو جنسيتهم الأخرى. ويستهدف هذا القرار القطاع الأكبر من الشعب الفرنسي المسلم دون شك، الذي يحمل معظمه الجنسية الفرنسية، بالإضافة إلى جنسيةٍ عربية أخرى.وتقول لوبان أيضاً إنها “ستحد كثيراً من الهجرة، وستطرد كل المهاجرين غير الشرعيين، وستقصر حقوقاً معينة متاحة الآن لكل السكان على مواطني فرنسا، ومن بينها حرية التعليم”.في المقابل، يتخذ المرشح الوسطي المستقل ماكرون موقفاً بعيداً عن التشدد حيال المسلمين والمهاجرين، وبقاء فرنسا في أوروبا، ويرفع ماكرون شعار “لا يسار ولا يمين”.وماكرون هو وزير الاقتصاد الفرنسي السابق، وقال في تصريح لافت في أكتوبر 2016، إن “فرنسا ارتكبت أخطاء في بعض الأحيان باستهدافها المسلمين بشكل غير عادل”، مشيراً إلى أن البلد يمكن أن يكون أقل صرامة في تطبيق قواعده بشأن العلمانية، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.ويرفض ماكرون أن يكون أي دين بمثابة مشكلة في فرنسا، وقال في وقت سابق إذا “كان ينبغي أن تكون الدولة محايدة، وهو ما يأتي في صلب العلمانية، فعلينا واجب ترك كل شخص يمارس دينه بكرامة”.وعكس مارين لوبان، يقول ماكرون إن فرنسا لا بد أن تُظهر تضامنها مع اللاجئين، ودعا إلى تبنِّي سياسة “فعالة، وواضحة، تُنفّذ بالتعاون مع شركائنا الأوروبيين”، تجاه الهجرة واللاجئين.