لم تمض ساعات على رسالة رئيس الوزراء الكندى، جاستين ترودو، التى أكد فيها أن الكنديون يرحبون بكل الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب بغض النظر عن عقيدتهم، حتى شهدت مقاطعة “كيبك” هجوما إرهابيا استهدف مصلين فى مسجد، أسفر عن مقتل 6 أشخاص وجرح اخرين..
وقال شاهد إن نحو ثلاثة مسلحين أطلقوا النار على نحو 40 شخصا داخل المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، في عملية اطلاق نار نادرة في هذا الاقليم الكندي. وفي السياق نظمت العديد من المسيرات التضامنية ، الاثنين بأنحاء مقاطعة كيبك الكندية عبر خلالها السكان عن اشمئزازهم من الهجوم الذى استهدف مسجدا بالمقاطعة، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 8 آخرين .من جهته أعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبك الكندية فيليب كويلارد أن الإرهاب ضرب كيبك مثلما فعل فى عدة بقاع بالعالم، متابعا أن ما حدث كان جريمة قتل ضد مجتمعا بعينه، إلا أنه رفض الحديث عن الدافع وراء الهجوم قبل أن يتم التوصل إليه .وكان ريجيس ليبام عمدة مدينة كيبك قد أعرب عن رفضه أن يدفع الأشخاص حياتهم ثمنا لعرقهم أو لونهم، فيما أدان رئيس وزراء البلاد جاستن ترودو الحادث الذى وصفه بالإرهابى . رسالة رئيس الوزراء الكندى، جاستين ترودو ، جاءت ردا على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن حظر مواطنى سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة بمن فيهم اللاجئين السوريين، الأمر الذى أثار غضب الكثير من المدافعين عن الحقوق الإنسانية. غير أنه يبدو أن فى كندا أيضا هناك من ينسقون مع تلك السياسات المعادية للآخر، ذلك فى الوقت الذى قال فيه رئيس الوزراء الكندى “قوتنا فى تنوعنا”. من جهتها أعلنت الناطقة باسم إدارة الأمن فى كيبيك كريستين كولومب للصحفيين، عن “مقتل 6 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 35 وسبعين عاما، وأضافت أن “8 أشخاص جرحوا” كما وصف رئيس الوزراء الكندى الهجوم بأنه “إرهابى” وقال فى بيان “ندين هذا الهجوم الإرهابى على مسلمين فى مركز عبادة ولجوء. من جهته قال محمد يانجى، رئيس المسجد لصحيفة مونتريال جازيت، أن الجميع فى حالة صدمة، مضيفا: “لا أجد كلمات تصف الأمر”، وتابع أن المسجد هو واحد من 6 مساجد فى المدينة، ويصل عدد أعضائه إلى 5 آلاف شخص، وقد عثر المصلين فى المسجد نفسه، فى جوان الماضى، على رأس خنزير تركها مجهول أمام أحد الأبواب . “. وتشير صحيفة تورنتو صن الكندية، إلى أن سكان المنطقة الذين تجمعوا حول المسجد فى البرد، وقفوا مرتابين غير قادرين على تصديق أن مثل هذا العنف حدث فى مدينة كيبيك، المعروفة بانخفاض معدل الجريمة بها بشكل كبير.وفي ذات السياق أدان الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند الاثنين الهجوم “بأكبر قدر من الحزم” معتبرا أن “الإرهابيين” ارادوا “ضرب روح السلم والانفتاح لدى الكيبكيين” يشار الى ان الاعتداء يأتى فى وقت تعهدت اوتاوا بان تستقبل المسلمين واللاجئين بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المثير للجدل بحظر دخول مواطنى سبع دول ذات غالبية سكانية مسلمة إلى الولايات المتحدة.وكان قد أعلن وزير الهجرة الكندى أحمد حسين أن بلاده ستمنح تراخيص إقامة مؤقتة للأجانب العالقين على أراضيها من رعايا الدول السبع المشمولين بحظر السفر الذى فرضه ترامب وهى العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.وقال الوزير المتحدر من أصول صومالية خلال مؤتمر صحفى “أود أن اطمئن الاشخاص الذين قد يجدون انفسهم عالقين فى كندا أننى سأستخدم سلطتى لمنحهم رخصة إقامة مؤقتة إذا اقتضى الأمر، كما فعلنا فى الماضى”.ولم يدن الوزير قرار ترامب إلا انه أكد ان كندا ستستمر بسياسة الهجرة التى تتبعها المبنية على “التعاطف” مع ضمان حماية أمن مواطنيها فى الوقت ذاته.وبحسب آخر تعداد سكانى أجرته كندا عام 2011، يتحدر واحد من كل خمسة كنديين من أصول أجنبية.وكانت قد استقبلت كندا أكثر من 39 ألفا و670 لاجئا سوريا بين نوفمبر 2015 وبداية يناير هذا العام، بحسب أرقام حكومية.من جانبها أعلنت سلطات ولاية نيويورك الأمريكية، امس الاثنين، تعزيز إجراءات الحماية الأمنية للمساجد على خلفية الهجوم الذى استهدف مسجدًا كيبك الكندية، وأكد عمدة نيويورك، بيل دى بلازيو، تعزيز شرطة نيويورك الحماية ومواجهة الكراهية والانحياز.