لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة والأمة كلها على المبادرة بالأعمال الصالحة: “بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا” رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأَتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ”. وقال صلى الله عليه وسلم: “إِذا قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَلَّا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا”. ومن أهمية وثمرات المحافظة على الأعمال الصالحة:
– العمل الصالح والتوفيق له كان من أهم دعوات الأنبياء والمرسلين: فهذا سليمان عليه السلام: ” فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ” النمل: 19. وهذا يوسف عليه السلام كان من دعائه ” أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ” يوسف: 101.
– العمل الصالح هو محل نظر الرحمن جل في علاه: ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الله لا ينْظُرُ إِلى أجْسَامِكُمْ، ولا إِلى صُوَرِكمْ، وَلَكن ينْظُرُ إلى قُلُوبِكمْ وأعمالكم”.
– العمل الصالح هو طريق السعادة في الدنيا وتفريج الكربات؛ كما قال تعالى ” مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” النحل: 97، فإن العمل الصالح فيه راحة للبال، وطمأنينة للنفس.
– العمل الصالح سبب لزيادة الإيمان؛ كما قال تعالى ” وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا” الأنفال: 2، وقال تعالى ” وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ” التوبة: 124.
– العمل الصالح هو مقياس التفاضل بين العباد عند الله تعالى؛ فقد أعلى الله تعالى من شأن أهل الأعمال الصالحة في كتابه العزيز بالمقارنة مع أهل التكاسل والتفريط؛ فقال تعالى ” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ” فصلت: 33، 34.
– العمل الصالح هو رفيق العبد إذا انتقل من دار الدنيا إلى الدار الآخرة، فأما عند الموت فلن ينتفع إلا بأعماله الصالحة، وأما في القبر فجليسه وأنيسه هو عمله الصالح.
– العمل الصالح والمحافظة والمداومة عليه يضمن للعبد حسن الخاتمة؛ تلك الأمنية التي يتمَنَّاها كل مؤمن والتي على ضوئها يتحَدَّد مصير العبد يوم القيامة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ومن مات على شيءٍ بعَثَه اللهُ عليه”.
موقع إسلام أون لاين