سبل الوقاية من الأوبئة في الإسلام

سبل الوقاية من الأوبئة في الإسلام

لقد جعل الإسلام النظافة والمحافظة عليها من مظاهر الإيمان ومن شروط أداء مناسك الإسلام؛ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان”، وجعل الوضوء من شروط صحة الصلاة، وفرض الغسل من الجنابة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يُبْقي من درنه شيئًا؟”. وامتدت هذه الطهارة لتشمل الفم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: “لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ”. وقال ابن عباس رضي الله عنه: “لقد كنَّا نُؤْمَرُ بالسواك، حتى ظننَّا أن سينزل به قرآن”. إذن فالوضوء والاغتسال والسواك من وسائل الوقاية من الأدران والأوبئة. وحدد الإسلام سننًا للفطرة، ينبغي على المسلم والمسلمة الحرص عليها؛ ففي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي عليه السلام قال: “خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الآباط” والمتأمل في هذه السنن يدرك دورها في وقاية الإنسان من الأمراض وحمايته، فضلًا عمّا فيها من جمال الظاهر.

كذلك حرص الإسلام على نظافة ثوب الإنسان، وجعله العلماء من شروط صحة الصلاة، ويكفي أن من أوائل الآيات القرآنية التي نزلت قوله تعالى: “وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ” المدثر: 4 _ 5. ومن ذلك أيضًا تنظيم الإسلام للعلاقات الاجتماعية في صورة تحقق أمن المجتمع وسلامة أفراده؛ فحرّم الزنا واللواط اللذين هما سبب كثير من الأمراض “مثل الإيدز”، وحتى في دائرة الحلال جعل هناك ضوابط في العلاقة الزوجية بمن يضمن سلامة الزوجين؛ فنهى عن إتيان المرأة في دبرها، وكذلك إتيانها في وقت المحيض. ولتكن الحيطة والحذر في أمر الأطفال أشد، فالطفل في بنيته أكثر هشاشة وضعفًا، وأسرع في استقبال العدوى، وأقل حيلة في الاحتياط، أو في العناية بأمر نفسه وأمر غيره. وحيثما أقام الإنسان في أرض الله الواسعة يجب أن يلتزم بدقة بالتعليمات الصحية والإدارية التي يصدرها المعنيون في البلدة التي يعيش فيها، ويعتبر التقيد بهذه التعليمات نوعًا من الالتزام الأخلاقي والديني العام.

إضافة إلى التمسك بالأدعية الواقية من الضرر وسوء المنقلب الواردة في أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، صباحًا ومساءً. أسأل الله أن يرفع غضبه ومقته عن الناس جميعًا، ويقي المسلمين في كل مكان من كل سوء وضرر.