وصل وفد روسي رفيع المستوى، برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الصناعة والتجارة، فيليب نكيتن، صباح الثلاثاء، إلى العاصمة الليبية طرابلس.
وذكرت مصادر مقربة من وزارة خارجية حكومة الوفاق، أن الوفد التقي رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، وعدداً من وزراء حكومة الوفاق، لمناقشة ملفات مشتركة بين البلدين، على رأسها قضية التسوية السياسية، وإمكانية حلحلة الأزمة في البلاد على الصعيد السياسي والاقتصادي.وبحسب المصدر ذاتها، فإن الوفد الذي يزور طرابلس حالياً سيناقش، كذلك، سبل إعادة افتتاح السفارة الروسية في طرابلس. يشار إلى أن روسيا استقبلت وفداً ممثلاً لعملية “البنيان المرصوص” قبل أيام في موسكو، أغلبهم من القادة العسكريين التابعين للمجلس العسكري بمدينة مصراتة، المعروف بمعارضته للواء المتقاعد خليفة حفتر.واستقبل نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أحمد معيتيق، في أكتوبر الماضي، وفداً روسياً من أعضاء البرلمان الروسي (الدوما). يشار الى ان بيتر الييتشيف، مساعد المندوب الروسي في الأمم المتحدة، قال إن الوضع السياسي “غير الواضح” بالإضافة إلى الوضع الأمني المتردي في ليبيا يجعلان أي اقتراحات بالرفع الكامل أو الجزئي لحظر الأسلحة المفروض على ليبيا أمرا”سابقا لأوانه”.وقال ايليشيف بهذا الصدد في اجتماع مجلس الأمن الدولى المكرس لأزمة ليبيا : “نظرا لحالة عدم اليقين في ليبيا، سيكون من السابق لأوانه الحديث عن رفع الحظر المفروض على ليبيا سواء بالكامل أو جزئيا”. وأضاف مساعد المندوب الروسي في الأمم المتحدة أن أي مقترحات يجب أن تكون “مرتبطة بشكل صارم” بالحالة الأمنية في الدولة الواقعة في شمال افريقيا ، مضيفا أنه بعد مضي أكثر من ست سنوات على بدء ما يسمى الربيع العربي ، فإن “ليبيا لا تزال تمر بمرحلة انتعاش مؤلمة” جراء ضربة قوية ممثلة في التدخل الدولي وإسقاط زعيمها السابق معمر القذافي. ولفت ايلتشيف الانتباه بشكل خاص إلى أن ليبيا لا تزال مقسمة بين برلمان مقره طبرق وحكومة الوحدة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس، وهما لا تزالان تخوضان مواجهة مريرة أدت إلى “شلل النظام الحكومي”. يشار الى انه قد اكدت وزارة الخارجية الروسية استعداد موسكو للعمل مع جميع الأطراف في ليبيا من أجل التغلب على الأزمة التي تمر بها البلاد، داعية إلى إقامة حوار ليبي شامل من أجل تشكيل “سلطة وطنية”. وقالت موسكو إن الجانب الروسي شدد على أهمية إقامة حوار ليبي شامل يضم ممثلين عن القوى السياسية الرئيسية في البلاد وممثلين عن مختلف المناطق والمجموعات القبلية، وذلك بهدف تشكيل “سلطة وطنية”.وفي هذا السياق، تم التأكيد على “استعداد موسكو لمواصلة العمل بشكل وثيق مع كل الأطراف الليبية، بغية إيجاد حلول مقبولة لتهيئة الظروف الملائمة لاستعادة وحدة البلاد وتحقيق المزيد من التنمية المستدامة كدولة ذات سيادة مستقلة تربطها مع روسيا علاقات الصداقة التقليدية”.وسبق أن أكد رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فائز السراج، أن بوسع موسكو لعب دور إيجابي لدفع التسوية الليبية، من خلال علاقاتها بالأطراف السياسية في ليبيا.من جانب اخر صرح مصدر طبي الثلاثاء بأن ضربة جوية أصابت سجنا وتسببت في سقوط 5 قتلى بمدينة سبها في جنوب ليبيا، حيث تتقاتل فصائل مسلحة على امتداد طريق استراتيجي يمتد من المنطقة الحدودية الجنوبية إلى العاصمة طرابلس.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الضربة لكن سبق أن تعرضت قوات موالية للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس وتسيطر على قاعدة جوية في الصحراء هناك لهجوم جوي من فصائل منافسة موالية للقائد العسكري في شرق البلاد خليفةحفتر.وذكر المصدر أن حارسين و3 سجناء لقوا مصرعهم في الضربة التي أصابت السجن في ساعة مبكرة الثلاثاء وأن 4 أصيبوا، يذكر انه انزلقت ليبيا عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى حالة من الفوضى في أعقاب حرب أهلية عام2011 أنهت حكم معمر القذافي. وابتليت ليبيا منذ ذلك الحين باقتتال بين قادة سياسيين متنافسين، يدعم كلاً منهم فصيل عسكري موال له. ويصر كل طرف على شرعيته.ويركز خط الجبهة الجنوبي على بسط السيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال شرقي سبها. ومن المحتمل أن يتحول القتال إلى أول مواجهة كبرى بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.ويتحالف حفتر مع برلمان سابق وحكومة سابقة في شرق البلاد كانتا قد أعلنتا رفضهما لحكومة الوفاق الوطني منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس في أقصى غرب البلاد، قبل أكثر من عام في إطار جهود الأمم المتحدة الرامية لاستقرار ليبيا.وعملت قوات حفتر على توسيع نفوذها ليصل إلى الساحل الليبي الأوسط على البحر المتوسط وجنوبا إلى منطقتي الجفرة وسبها الصحراويتين، ويقول حفتر إن الجيش الوطني الليبي يسعى للسيطرة على طرابلس لكن بعض المحللين شككوا في قدرة قواته على ذلك.وتسيطر على تمنهنت قوة من مصراتة، وهي مدينة في غرب البلاد معروفة بقوتها العسكرية، تدعم حكومة الوفاق.ومنذ عام 2014 خاضت تحالفات عسكرية فضفاضة في شرق ليبيا وغربها صراعات على فترات متقطعة. كما واجهت حكومة الوفاق الوطني صعوبات في فرض سيطرتها حتى داخل طرابلس، حيث تنشط فصائل عسكرية متنافسة.