في سياق فعاليات الجلسات الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، التي انعقدت ، بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالعاصمة، التقى وزير الصحة، الأستاذ عبد الحق سايحي، برئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة بجمهورية مصر العربية وعضو المجلس العلمي للوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، البروفيسور هشام أحمد جاب الله الغزالي، بحضور رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، البروفيسور عدة بونجار.
وشهد اللقاء تبادلا مثمرا للرؤى حول كيفية تحسين التكفل بمرضى السرطان وتعزيز سبل الوقاية والكشف المبكر، باعتبار أن هذا الداء يمثل أحد أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث. وأكد الوزير سايحي خلال مداخلته، أن الجزائر تولي اهتماما بالغا بمرضى السرطان، واضعة إياهم في صميم أولويات المنظومة الصحية، من خلال تبني استراتيجية شاملة تقوم على تعبئة الموارد المادية والبشرية وتطوير أنظمة التشخيص والعلاج. كما أبرز الوزير، أهمية المقاربة الوقائية كرافعة أساسية لمجابهة المرض، مشددا على ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات الوزارية للحد من مسبباته، على غرار ضبط استعمال الملونات الغذائية والمواد الحافظة التي تمثل أحد العوامل البيئية المرتبطة بالإصابة بالسرطان. ومن جانبه، قدم البروفيسور هشام الغزالي عرضًا وافيًا عن التجربة المصرية في مجال مكافحة السرطان، مستعرضا النجاحات المحققة من خلال برامج الكشف المبكر، والعناية بالمرضى، وتوفير العلاج المناسب في المراحل الأولى من الإصابة، مما ساهم في تحسين نسب الشفاء بشكل ملحوظ. كما أشار الغزالي إلى سياسة بلاده في تصنيع أدوية السرطان محليا، ما ساعد في تقليص التكاليف وضمان وفرة العلاج، مع التركيز على تأهيل وتكوين الأطباء والممارسين في أحدث أساليب علاج الأورام، بما يضمن مواكبة التطورات العلمية والطبية في هذا المجال الحساس. كما يعكس هذا اللقاء، عمق التعاون الصحي بين الجزائر ومصر، ويؤسس لتبادل التجارب الناجحة في مجال مكافحة السرطان، بما يسهم في تحسين فعالية السياسات الصحية الوطنية وترسيخ مقاربات علمية متقدمة في مواجهة هذا التحدي.
إيمان عبروس
