ألقى وزير الصحة، السيد عبد الحق سايحي، كلمة خلال اللقاء السنوي حول الرعاية الصحية، أكد فيها على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتوفير الرعاية الصحية المثلى للمرضى، خاصة مرضى السرطان، موضحاً أن هذا الملف يحظى بأولوية كبيرة لدى رئيس الجمهورية.
بدأ الوزير بتسليط الضوء على أهمية تسهيل وصول المواطنين إلى الخدمات الصحية، مشيرا إلى توجيهات رئيس الجمهورية المستمرة بضرورة التركيز على مرض السرطان نظرا لحساسيته الكبيرة في المجتمع. وأكد سايحي، أن الجزائر تسير نحو تحقيق المقاييس الدولية فيما يخص التجهيزات الطبية، حيث أشار إلى أنه تم اقتناء 56 مسرعا طبيا حتى الآن، على أن يصل العدد إلى 91 مسرعا بحلول عام 2026، وذلك بهدف مواكبة المعايير العالمية في مكافحة السرطان. وأوضح الوزير، أن هذه التطورات لم تقتصر على المعدات فقط، بل شملت أيضا تعزيز الكوادر البشرية. فقد تم توظيف أكثر من 11 ألف موظف في قطاع الصحة، من بينهم أطباء، ممرضون، وفنيون متخصصون، لمواجهة التحديات المرتبطة بمرض السرطان. هذه الجهود، وفق الوزير، تأتي ضمن خطة شاملة لتحقيق الأهداف الصحية الوطنية. في سياق آخر، كشف سايحي عن تفاصيل اجتماع اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان، الذي ترأسه رئيس الجمهورية، والذي ركز على البحث في مسببات مرض السرطان في الجزائر. وقد طرحت خلال الاجتماع، تساؤلات هامة حول تأثير التلوث البيئي، جودة الأغذية، استخدام الألوان الصناعية في المشروبات الغازية، وقلة النشاط البدني، إضافة إلى الاستخدام المفرط وغير المنطقي للمضادات الحيوية. وفي هذا الإطار، أكد أن الوزارة ستدعم الوكالة الوطنية للأمن الصحي في إنشاء فروع مخصصة للبحث العلمي حول هذه المسببات. وأضاف أنه سيتم افتتاح مركز بحثي متخصص في السرطان بوهران خلال العام المقبل، والذي وصلت نسبة إنجازه إلى 96 بالمائة، إلى جانب فروع أخرى في الجزائر العاصمة وقسنطينة. وسيكون هذا المركز نقطة ارتكاز للخبراء والأساتذة في تقديم الدراسات والبحوث الضرورية لتحقيق الأهداف التي يطمح إليها رئيس الجمهورية. من المحاور الأساسية التي أشار إليها الوزير، هي أهمية التشخيص المبكر لمرض السرطان، الذي أكد على أنه يجب أن يكون عملية مستمرة على مدار السنة وليس مقتصراً على فترات محددة. كما تحدث عن إنجاز آخر يتمثل في اعتماد 30 علاجا توافقيا جديدا، ما سيساهم في توحيد الرؤية العلاجية وتحسين التكفل بالمرضى على مستوى وطني. واختتم وزير الصحة كلمته، بالحديث عن توفير الأدوية، مشيدا بجهود وزارة الصناعة في ضمان توافر الأدوية بنسبة 94 بالمائة لمدة سنتين متتاليتين دون انقطاع. كما أشاد بدور شركة “صيدال” التي تنتج حاليا سبعة أدوية مضادة للسرطان، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 30 دواء في المستقبل القريب. هذه الجهود، وفق الوزير، تأتي ضمن رؤية رئيس الجمهورية لضمان التكفل الكامل بمرضى السرطان في الجزائر. يمثل هذا اللقاء السنوي محطة هامة لمتابعة تطورات ملف السرطان في الجزائر، وسط تطلعات لرفع مستوى التشخيص والرعاية، وتعزيز البحث العلمي والتصنيع المحلي للأدوية، ما يعكس التزام الدولة بتقديم أفضل الخدمات الصحية لمواطنيها.
محمد بوسلامة