سؤال وجواب__ أيام عظيمة.. لماذا؟

سؤال وجواب__ أيام عظيمة.. لماذا؟

هل سألنا أنفسنا يومًا: لماذا يعد رمضان حدثًا عظيمًا نحتفي بقدومه كل عام؟ سنجيب جميعنا دون تردد: إنه الشهر الذي أنزل الله عز وجل فيه القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف لا نعظمه؟ يقولون: رمضان شهر القرآن، رمضان شهر الخير، رمضان شهر الكرم، رمضان شهر العودة إلى الله، ونحن نردد من شعورنا بذلك فقط، ولا نعي عمق تلك المعاني، فهي والله ليست بهينة، وإن سعينا كل عام لمدة شهر واحد للوصول للأسرار المختبئة خلفها، لَما كان هذا حال الإسلام والمسلمين في شتى بلاد العالم. فلنجعل هذا الشهر عظيمًا بحق، وليس لذلك سبيلٌ إلا بإدراكنا عظمة القرآن الذي نزل فيه، تأمل معي كيف تحدث عنه الله عز وجل حين قال: ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” البقرة: 185.

لقد أُنزل فيه القرآن الكريم، وما القرآن؟ هدًى للناس، للإنسانية جميعها، كأن تُهدَى كتابًا فيه خلاصٌ لك من كل معاناتك، وهو معين لك على كل ما ستحتاجه طوال حياتك، وبينات من الهدى والفرقان؛ حتى لا تضل الطريق، وتفرق بين الحق والباطل بالهدى الذي بين يديك، فتعرف الطريق الصحيح وتسلكه، وتعي وعورة الطريق الخطأ وتنأى عنه، فبربك ماذا ستحتاج من بعد ذلك؟ الآن أدركت عظمته، ثم ماذا بعد؟ “فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” راغبًا في شكر الله سبحانه وتعالى على ما هداك إليه، وما أعطاك بفضله ورحمته ولطفه بك، أنت الفقير الذي في أشد الحاجة إلى إشارة من خالق هذا الكون، الذي هو أعلم بأدق ما فيه وأعظمه، وأضر ما فيه وأنفعه، وبعطائه الذي ليس له حد، ينزل هذا القرآن ويحفظه؛ ليكون دليلًا لك أنت وممن؟ ممن هو أعلم بكل شيء أكثر من أي أحد. فصيامك طلبًا لرضاه، وامتثالًا لأمره عز وجل، ورغبة في بذل أقصى ما لديك إيمانًا منك بفضله سبحانه عليك وعلى الإنسانية جميعها، فهذا هو الصيام.