الجواب: لا، وإذا كان الجواب بالنفي، فما معنى قوله تعالى ” لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ” الدخان: 56؟. وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقوله ” لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ” الدخان: 56، هذا استثناء يؤكِّد النفي، فإنه استثناء منقطع، ومعناه: أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدًا، كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يُؤتَى بالموت في صورة كبشٍ أملح، فيُوقَف بين الجنَّة والنار، ثم يُذبَح، ثم يقال: يا أهل الجنَّة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت” الموتُ حق على الجِنِّ والإنس. قال الشيخ عمر سليمان الأشقر رحمه الله
“الموت حتم لازم، لا مناصَ منه لكل حي من المخلوقات؛ كما قال تعالى ” كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” القصص: 88، وقال ” كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ” الرحمن: 26 – 28، ولو نجا أحدٌ من الموت لنجا منه خيرة الله من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم ” إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ” الزمر: 30، وقد واسى الله رسولَه بأن الموت سنتُه في خلقه، ” وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ” الأنبياء: 34. وفي الحديث الذي أخرجه الطبراني في “الأوسط”، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أتاني جبريل، فقال: يا محمد، عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّت، وأحبِبْ مَن شئت فإنك مفارقُه، واعمل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به، واعلم أن شرفَ المؤمن قيامُه الليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس” صحيح الجامع: 73.
الشيخ ندا أبو أحمد