ورَد في أحاديثَ مطلقةٍ أن عمل الصالحات يكفِّر الله تعالى به السيئات؛ فمن ذلك:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن يقُمْ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري.
– عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري.
– عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “مَن حجَّ لله فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ، رجع كيومَ ولدَتْه أمه” رواه البخاري.
– عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يُحدِّث فيهما نفسه، غُفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري.
وقد وردت أحاديث أخرى مقيِّدة لهذه الأحاديث، وفيها أن الصلاة والصوم والذِّكر وغيرها من الصالحات إنما تكفِّر الصغائر دون الكبائر، وهذا قول جمهور أهل العلم فيما أعلم، والله أعلم. فمن ذلك:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “الصلوات الخَمْس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان: مكفِّرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر” وفي لفظ: “ما لم تُغْشَ الكبائر” رواه مسلم.
– عن عمرو بن سعيد بن العاص رحمه الله، قال: كنت عند عثمان، فدعا بطَهورٍ، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما مِن امرئٍ مسلمٍ تحضُرُه صلاة مكتوبة، فيُحسن وُضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارةً لِما قبلها من الذنوب، ما لم يُؤتِ كبيرةً، وذلك الدهرَ كله” رواه مسلم.