لا شك أن تفقُّد أحوال الناس والتقرب منهم والاطمئنان عليهم، له فوائد عظيمة، فمن لا يتفقد يُفْقد، ومن لا يهتَمْ بالآخرين لا يُهْتم به، فمن فوائده إحساسُ الفرد بأهميته وشعوره بالراحة النفسية تجاه من حوله، وكسر الحواجز بينه وبين غيره، وإدخال الفرح والسرور على قلبه، وتخفيف همه وكربه، وحصول الأجر والثواب من الله تعالى. وفيما يلي أمثلة عملية للتفقد يَجدُرُ بنا أن نجربها:
– أن نتفقد والدينا بالإحسان إليهم والبر بهم والتواصل معهم باستمرار، وخدمتهم والاطمئنان عليهم، وعدم مقاطعتهم، أو الإعراض عن أوامرهم ما لم تكن في معصية الله؛ قال تعالى ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ” الإسراء: 23.
– أن نتفقد أبناءنا في المدارس، ونجلس معهم في حل الواجبات والمراجعات، ونمنحهم أجمل الأوقات، ونتدرج معهم في النصح والتوجيه والإرشاد والتعويد على شرائع الدين: “مُرُوا أبناءكم بالصلاة وهُم أبناء سَبْع سنين، واضْرِبُوهم عليها لِعَشْر وفرقُوا بينهم في المضَاجِعِ” الألباني.
– أن نتفقد الأقارب وذوي الأرحام ومن يعزُّ علينا بطيب الكلام وبشاشة الوجه وسماحة النفس والرحمة والإنعام “الرحِمُ مُعلقةٌ بالعرشِ تقول:من وصَلني وصلَه اللهُ، ومن قطعَني قطعَه اللهُ” صحيح الجامع.
– أن نتفقد الشباب وبُنَاة المستقبل بالرعاية والعناية والاهتمام والتوجيه والإرشاد، وإعدادهم لحمل الأمانة، وخدمة دينهم وأمتِهِم وبلدهم: “سَبْعَةٌ يُظِلهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلهِ، يَومَ لا ظِل إِلا ظِلهُ: وفيه: وَشَاب نَشَأَ في عِبَادَةِ اللهِ” أخرجه البخاري.
– أن نتفقد الأيتام والأسر الضعيفة بما من الله علينا من المال والجاه والشفاعة: “هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلا بضُعَفَائِكُمْ” أخرجه البخاري.
– أن نتفقد الأمة بالدعاء لها والحرص على ثوابتها، ولَمِّ شملها، والتزام وَحدة المسلمين،” فإنما يأكل الذئبُ من الغنمِ القاصيةَ” صحيح الترغيب والترهيب.