سؤال وجواب.. هل أنت ممن يحبهم الله؟

سؤال وجواب.. هل أنت ممن يحبهم الله؟

 

إن أحباب الله أقوامٌ جعلوه تعالى نصب أعينهم في كل ما يأتون ويذَرُون، فأخلصوا له وحده العبادة، ووجهوا له الأعمال دون من سواه، فلم يكترثوا لمدح المادحين ولا ذم القادحين؛ ذلك أنهم علموا أن مدح العباد يزول ويحول، وينقضي مع الأيام ويُنسى؛ وإنما الذي ينفع مدحُه، ويضر ذمُّه، إنما هو الله الذي بيده الخلق والأمر. أحبابُ الله قومٌ حرصوا على إتباع سنة نبيِّهم صلى الله عليه وسلم في كل شأنٍ من شؤون حياتهم، وأخذوا على أنفسهم السير على هدْيه والتزام طريقته، فاستحقوا بذلك محبة ربِّهم القائل سبحانه ” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” آل عمران: 31. أحباب الله قومٌ واظبوا على أداء الفرائض وتزودوا بالنوافل، فاستحقوا بذلك محبته لهم، وتوفيقه إياهم، وحفظه لجوارحهم من المعاصي والذنوب، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى “من عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إلي مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنتُ سمْعَه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، وإن استعاذني لأعيذنَّه” رواه البخاري.

– ومن أسباب محبة الله للعبد التقوى والصبر؛ قال سبحانه “بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ” آل عمران: 76، وقال تعالى ” وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ” آل عمران: 146.

– ومن أسباب محبة الله للعبد أن يبذل نفسه وماله لنفع الخلق والإحسان إليهم؛ ابتغاء وجه الله؛ قال تعالى “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ” آل عمران: 133، 134، وقال صلى الله عليه وسلم “أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس”.

– ومن علامات محبة الله للعبد: أن يبتليه في ماله ونفسه وأهله، قال عليه الصلاة والسلام “إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”.