سؤال وجواب.. من هو أول سفير في الإسلام ؟

سؤال وجواب.. من هو أول سفير في الإسلام ؟

إنه الصحابي الجليل أبو عبد الله، مصعب بن عمير بن هاشم، سمع مصعب عن الإسلام في بدايات الدعوة، حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع بأصحابه سرًّا في دار الأرقم بن أبي الأرقم، فدخل مع الداخلِين، وأسلم مع أوائل من أسلم، ومن ثم فقد تغيَّر كلُّ شيء في حياته، فتحوَّل الشابُّ المرفه الغارق في النعيم، إلى رجلٍ حازمٍ جادٍّ، يحمل المهام العِظام، وتحوَّل الشاب المترف، إلى رجلٍ من طراز آخر، يعشق المهام الصعبة، ويجابه الأهوال، تحوَّل الذي كان لا يفكِّر إلا في نفسه وملذاته، إلى داعية فذٍّ، يحمل همَّ الإسلام، وينشر أنواره في ربوع الأرض. في البداية وكغيره من المسلمين الأوائل كتم إسلامه خوفًا من أمِّه وقومه، لكن سرعان ما وصَلَهم خبَرُه، فغضبوا عليه وحبسوه، وضيَّقت عليه أمُّه تضييقًا شديدًا، فانقلب نعيمه بؤسًا وفقرًا، وتحوَّل ترفه جوعًا ونصبًا، وعذابًا مؤلمًا، لكنه ظل صامدًا ثابتًا، فكل شيءٍ في سبيل الله يهون، وبعد أعوام تأتي طليعة الأنصار الأولى لتُسلِم وتُبايِع البيعة الأولى، فيبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أول سفيرٍ في الإسلام أبا عبد الله مصعب الخير معلمًا وداعيةً وإمامًا؛ ليفقِّههم ويعلِّمهم القرآن ويصلِّي بهم، فتحمَّل بذلك مسؤوليةً من أخطر المسؤوليات، وأُلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة، ومنطلق الدعوة والدعاة، وحُمِّل البطل الأمانة فحَمَلَها، وقام بها خير قيام. قال خبَّاب رضي الله عنه: هاجرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله نبتغي وجه الله، فوجب أجرُنا على الله، فمنا من قضى ولم يأكُل مِن أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير، قُتل يوم أُحُد، فلم نجد ما نُكَفِّنُه به إلا نَمِرَةً، كنا إذا وضعناها على رأسه خرَجتْ رِجلاه، وإذا وضعناها على رِجلَيْه خرج رأسُه. فتلك هي سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه، شابٌّ كان في أول أمره في جاهلية جهلاءَ، خامل الذِّكر، قاصر الهمة، لا يُعرَف إلا بالترف والنعومة، فلما دخل في الإسلام ارتفع ذِكرُه، وعلا قدره، وأصبح مضرب المثل في كل أمرٍ جميل، فهل لشبابنا أن يتخذوه قدوة ومَثَلًا يُحتذى.

الشيخ ندا أبو أحمد