هناك أناسٌ يمشون على الأرض وهم أموات، لا يوجد عندهم نور للهداية ولا نورٌ للإيمان، لذلك قال الله سبحانه وتعالى: ” اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ” البقرة: 257. وبعض الناس قد يكتسب شيئا من نور الإيمان، لكنه يذهبُ مباشرة، ليس مستقِرًّا في قلوبهم، وهؤلاء هم المنافقون الذين قال الله فيهم: ” مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ” البقرة: 17، 18.
أما أهل النور؛ أهل الإيمان والتوحيد والهداية في الدنيا، فقد قال الله عنهم عندما تكلم عن الدين والإيمان والتوحيد والقرآن، قال: ” يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ” المائدة: 16.
أهلُ النور والتوحيد والإيمان في الدنيا، هم الأحياء وغيرهم أموات، قال سبحانه: ” أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ “، أي ظلمات الشرك والكفر والمعاصي ” لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” الأنعام: 122.
أصحاب النور، هم يوم القيامة أهل الإيمان المواظبون على الصلوات في جماعة، لم يمنعهم ظلام الليل، ولا الخوف في النهار من ارتياد المساجد، فقد ورد عند الترمذي، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”. وكذلك! حفظةُ القرآن وأصحابه لهم نور الخاص يوم القيامة، عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَتَعَلَّمَهُ، وَعَمِلَ بِهِ، أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُورٍ، ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَانِ، لَا تَقُومُ بِهِمَا الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ”. حديث صحيح.