ورد ذكر وحال أهل الأعراف في القرآن الكريم في سورةٍ أسماها الله تعالى باسمهم؛ هي: سورة الأعراف، في قوله تعالى: “وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ”. بعد أن يقضي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بين العباد فيدخل أهل الجنّة الجنّة، ويدخل أهل النّار النّار، فيضربُ الله سبحانه بينهم بسورٍ باطنه فيه الرّحمة، حيث يوجد المؤمنون أهل الجنّة، وظاهره من قبله العذاب حيث يوجد أهل النّار يعذّبون فيها، وعلى هذا السّور الذي يسمّى بالأعراف يوجد صنفٌ من النّاس ينتظرون حكمَ الله سبحانه فيهم، فإذا صرفت أبصار هؤلاء الصّنف اتجاه أهل الجنّة ورؤوا نعيمهم فيها وحبورهم وسعادتهم قالوا لأهلها سلامٌ عليكم، وتشوقّت نفوسهم لدخولها وطمِعوا في ذلك، وإذا صرفت أبصارهم إلى أهل النّار ورأوْا حال أهلها وما يصيبهم من العذاب والنّكال فيها دعوا الله قائلين ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظّالمين، ولا شكّ أنّ هذا الموقف فيه ابتلاءٌ كبيرٌ ومحنةٌ شديدة أراد الله سبحانه لهؤلاء الصّنف أن يمرّوا بها لحكمةٍ منه وتقدير. تعدّدت الأقوال في حال أهل الأعراف وسبب وقوفهم هذا الموقف، فقيل إنّهم أناسٌ استوت حسناتهم مع سيّئاتهم فمنعتهم حسناتهم من دخول النّار، وأخّرتهمْ سيّئاتهم عن دخول الجنّة، ورأي أخر يقول أن مآل أهل الأعراف ومصيرهم في نهاية الأمر أنّ الله سبحانه وتعالى يمنّ عليهم بكرمه وفضله فيدخلهم جنّته.
الشيخ ندا أبو أحمد