إن للدعاء شروطًا وأوقات حتى يكون مستجابًا عند الله تعالى، فنقول وبالله تعالى التوفيق:
أولًا: شروط إجابة الدعاء:هناك شروط يجب توفُّرُها حتى يكون الدعاء مستجابًا عند الله تعالى، ويمكن أن نوجز شروط إجابة الدعاء في الأمور التالية:
– الإخلاص في الدعاء: قال الله تعالى: ” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ” البينة: 5. روى البخاريُّ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى” رواه البخاري.
– المأكل والمشرَب والملبَس الحلال: روى مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أيها الناس، إن اللهَ طيِّب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ” يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ” المؤمنون: 51، وقال ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ” البقرة: 172، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعثَ أغبَرَ، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشرَبه حرام، وملبَسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!” رواه مسلم.
– عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحِم: روى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ، ما لم يستعجل”، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: “يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويدَعُ الدعاء” رواه مسلم.
– الثقة بإجابة الله تعالى للدعاء: روى أحمدُ والبخاري عن أبي سعيدٍ الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رحمٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ: إما أن تُعجَّلَ له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها”، قالوا: إذن نُكْثِرَ، قال: “الله أكثرُ” رواه أحمد.