صغائر الذنوب وهي السيئات، وهي ما كانت دون الكبائر في الجرم والإثم، كالنظرة المحرمة، وما يصيبه المسلم من أخطاء وزلَّات في حياته، فهذا النوع يغفره الله تعالى لعبادة دون توبة مخصوصة منها، فقد جعل له مكفراتٍ كثيرة تمحى بها هذه السيئات، وسنذكر هنا بعضًا منها، وهي أهمها.
أولًا: أداء الفرائض والمحافظة عليها؛ فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان – مكفرات ما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر” رواه مسلم. وكذلك حديث الرجل الذي أصاب من امرأة قُبلةً، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله تعالى قوله: ” وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ” هود: 114، فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ فقال: “لجميع أمتي كلهم” رواه مسلم.
ثانيًا: اجتناب الكبائر، فمتى جاهد الإنسان نفسه في سبيل الله، واجتنب الكبائر والموبقات حسبةً لله، فإن الله تعالى يغفر له صغائر الذنوب؛ كما قال الله تعالى: ” إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ” النساء: 31.
ثالثًا: الابتلاءات والمصائب، فهذه يكفر الله بها السيئات عن عباده؛ فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب، ولا همٍّ ولا حزن، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها – إلا كفَّر الله من خطاياه” رواه البخاري. ولا بد هنا من التنبيه على أمر غاية في الأهمية، وهو أن كون الصغائر يغفرها الله لعباده لا يعني التهاون بها والتساهل، فإن هذا أمرٌ يوشك أن يهلك صاحبه، ويورده المهالك؛ فإن الصغائر إذا اجتمعت على صاحبها أهلكته، ناهيك أنها مقدمة للوقوع في الكبائر أصلًا.