سؤال وجواب.. ما هي مراتب الإحسان ؟

سؤال وجواب.. ما هي مراتب الإحسان ؟

 

خلَق الله عزّ وجلّ السماوات والأرض وما فيهما من مخلوقات لغاية وحكمةٍ عظيمة هي ابتلاءُ الإنسان بإحسان عمله وتقرّبه من الله سبحانه وتعالى ومن أجل هذه الحكمة سخّر الحياة والموت والحزن والفرح، وقد أشار الله سبحانه إلى هذه الحكمة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها : قول الله عزّ وجلّ: “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ” 7 هود، وقال الله سبحانه في سورة الكهف: “إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا” 7 الكهف، وحتى يسير الإنسان في طريق الإحسان في أقواله وأعماله وأفعاله يتوجّب عليه معرفة الله سبحانه حق المعرفة، ومراقبته في كلّ الأحوال والظروف التي يمرّ بها، وأن يعلم بأنّ الله سبحانه مُطّلعٌ على كل شيء ويعلم كل شيء، وأنه على كل شيء شهيد، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ممّا يجعله يحب الله سبحانه ويرجو رحمته بإحسان العمل وتعظيم الله كأنه يراه، ويبتعد عن كلّ ما نهى عنه وأن يستحضر خشية الله في كل حال حتى لا يعصي الله خوفاً من عقابه سبحانه واستشعاراً لمراقبته له في أعماله وحركاته وسكناته.

ينقسم الإحسان إلى مرتبتين رئيسيّتين هما:

– المرتبة الأولى: أن يعبد الإنسان ربّه سبحانه كأنّه يَراه حقيقةً، فيَعبده عبادةً طلبٍ لقربه وعبادة شوقٍ للقائه، ورغبةً ومحبّةً في طاعته، وهذه أعلى المرتبتين.

– المرتبة الثانية: أن يعبد الإنسانُ ربّه سبحانه مُعتقداً اعتقاداً جازماً أنّ الله يراه، فيَعبده عبادة الخائف منه، المُتذلّل له، الراجي رحمة ربّه وعفوه.