سؤال وجواب.. ما هي مراتب إغواء الشيطان للإنسان ؟

سؤال وجواب.. ما هي مراتب إغواء الشيطان للإنسان ؟

 

نقف هنا مع مراتب الإغواء والإضلال، التي لا زال الشيطان يحثُّ الخُطى حثيثًا حتى يَصل بالإنسان إليها، وهي ستة مراتب على سبيل الإجمال كما بيَّنها أهل العلم كما يلي:

الأولى : مرتبة الكفر والشرك: فالشيطان يدعو الناس إلى الكفر والشِّرك والضلال، ومُعاداة الله تعالى ورسوله، فإذا ظفر بذلك من ابن آدم، بَرُد أنينه واستراح مِن تعبه معه، هذا أول ما يُريده من العبد، وأول ما يدعوه إليه.

الثانية : مرتبة البدعة: وهي أحب إليه من الفسوق والمعاصي؛ لأن ضررها في الدين، قال سفيان الثوري: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها، فإذا عجَز عن ذلك انتقل إلى التي تليها.

الثالثة : مرتبة الكبائر: والكبائر على اختلاف أنواعها وصوَرِها؛ من الشرك بالله تعالى، والسِّحر، وترك الصلاة، ومنع الزكاة، وعقوق الوالدَين، وشرب الخمر، والزنى واللواط، وسبِّ الدين والصحابة… وغيرها.

الرابعة : الصغائر: والصغائر هذه إذا اجتمعت على عبد ربما أهلكته، خاصة إذا تهاون بها ولم يرعَ لها بالاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه”. رواه أحمد.

الخامسة : المباحات: فإذا عجز الشيطان عن الصغائر شغل العبد بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب، بل عقابها فوات الثواب والأجر، الذي فات عليه في وقت اشتغاله بها، وهذه مرتبة يقع فيها كثير من الصالحين والطيبين دون أن يشعر بذلك إلا من رحم ربك.

السادسة : العمل المفضول: فإذا عجز الشيطان عن شغله بالمُباحات شغله بالعمل المَفضول عما هو أفضل منه في الثواب والأجر حتى يُفوِّت عليه الشيطان ثواب العمل الفاضل؛ كأن يَسير إنسان في مكان وهو يذكر الله تعالى، فإذا رأى المنكر، لم يسعَ إلى تغييره؛ بل يقول له الشيطان: أنت في ذكر وثواب، فلا تشغل نفسك بذلك.