سؤال وجواب.. ما هي فضائل شهر الله المحرم ؟

سؤال وجواب.. ما هي فضائل شهر الله المحرم ؟

 

– شهر الله المحرم: أضافه الله تعالى إلى نفسه تشريفًا له، وإشارةً إلى أنه سبحانه حرَّمه بنفسه، فليس لأحد من خلقه أن يجعله حلالًا؛ قال ابن رجب: “وقد سمَّى النبي صلى الله عليه وسلم المحرَّمَ شهرَ الله، وإضافته إلى الله عز وجل تدل على شرفه وفضله؛ فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلَّا خواصَّ مخلوقاته”.

– عظَّم الله تعالى شأنه في كتابه؛ فقال تعالى: ” إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ” التوبة: 36، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه في سُنَّته؛ ففي الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حُرُم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمُحرَّم، ورجب مُضَر الذي بين جُمادى وشعبان”، وقد رجَّحت طائفة من العلماء أن المحرَّم أفضل الأشهر الحُرُم.

– شدة تحريم الظلم في أشهر الحُرُم عن غيرها؛ قال الشيخ السعدي: ” فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ” يحتمل أن الضمير يعود إلى الاثنى عشر شهرًا… ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحُرُم، وأن هذا نهيٌ لهم عن الظُّلْم فيها، خصوصًا مع النهي عن الظلم كل وقت؛ لزيادة تحريمها، وكون الظلم فيها أشدَّ من غيرها” تفسير السعدي.

– أفضل الأيام صيامًا في شهر الله المحرَّم يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من الشهر، وصيامه يُكفِّر السنة التي قبله لما؛ رواه مسلم من حديث أبي قتادة، قال صلى الله عليه وسلم حين سُئِل عن صيام عاشوراء: “أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله”، ويحصل للمسلم هذا الفضل ولو صام عاشوراء وحدَه، ولا كراهةَ في إفراده على الصحيح؛ وجاء بيان الحكمة من صيام عاشوراء في حديث ابن عباس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم، لَمَّا قدم المدينة، وجدهم يصومون يومًا؛ يعني: عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجَّى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شُكرًا لله، فقال: “أنا أوْلَى بموسى منهم”؛ فصامَه وأمر بصيامِه.