سؤال وجواب.. ما هي علاقة الدعاء بالبلاء ؟

سؤال وجواب.. ما هي علاقة الدعاء بالبلاء ؟

 

روى الترمذيُّ بسند حسَن من حديث سلمان الفارسي، قال صلى الله عليه وسلم: “لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ”، لو تأمَّلنا في أقدار الله النازلَة في كلِّ يوم من السماء إلى الأرض، وكُشف عنَّا الحجابُ لِنرى تلك الأقدار بما لا يَستطيع مخلوقٌ إحصاءه؛ فهذا يُبتلى بمرَض، وذاك بفقرٍ، وهذا يُصاب بحادِث، وذاك يغرق، وهذا يُقتل. إلخ من الأقدار التي نراها في كلِّ ساعة، بل في كل دقيقة وثانية، فكيف لنا دفعها وتَخفيفها؟

تأمَّل معي في اختصار الإمام ابن القيم لعلاقة الدُّعاء بالبلاء، قال رحمه الله: “والدُّعاء من أنفع الأدويةِ، وهو عدوُّ البلاء، يدافِعه ويعالجه ويمنع نزولَه، ويرفعه أو يخفِّفه إذا نزل، فالدُّعاء عدوُّ البلاء”؛ وهذا من أنفع الاختصارات في هذا الباب. وهنا يرسم لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم علاقةَ الدُّعاء بالبلاء فيقول: ” لا يغني حذر من قدر ، وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ، وإن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ” صححه الألباني ، وهو تفسير للمصارعة التي تَحدث في مكانٍ ما بين السَّماء والأرض؛ فالبلاء نازِل، والدُّعاء صاعِد، واللِّقاء بينهما محتوم، فلِمن الغلبة؟

فلا ينبغي اليوم الاستِهانة والاستِخفاف في فهم أهميَّة الدُّعاء، خصوصًا وأنَّ الأمَّةَ تتعرَّض لهجمةٍ شرسة في بلاءٍ ما بعده بلاء، وشدةٍ ما بعدها شدَّة، ونحن نرى الدِّماءَ التي تُسفَك، والدَّيارَ التي تُنتهك، والأعراضَ التي تُستباح، فالدُّعاء يَنفع فيما نزَل وفيما لم ينزِل من البلاء، هكذا قال عليه الصَّلاة والسلام: “الدُّعاءُ يَنفع ممَّا نزَل، ومما لم ينزِل” فعليكم عبادَ الله بالدُّعاء.