سؤال وجواب.. ما هي عقوبة الكذب في الدنيا ؟

سؤال وجواب.. ما هي عقوبة الكذب في الدنيا ؟

 

إن الكذب أصل الرذائل، وجماع كل شر؛ فقد عاقب الله تعالى فاعله بعقوبات شديدة ومخزية في الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة. يقول ابن القيم رحمه الله ” لا تحسب أن قوله تعالى ” إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ” الانفطار: 13، 14، مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط، بل في دورهم الثلاثة كذلك؛ أعني: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار؛ فهؤلاء في نعيم، وهؤلاء في جحيم”. فعقوبة الكذب في الدنيا:

– انعدام الراحة والأمن، وعدم الشعور بالطمأنينة: فقد أخرج الترمذي والنسائي عن أبي الحَوْرَاء السعدي قال: قلت للحسن بن علي رضي الله عنه: ما حفظتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدقَ طمأنينة، وإن الكذبَ ريبة” صحيح الترمذي.

– الكذب يُمرض القلب: الكذب يؤدي إلى مرض القلب، والقلب المريض لا يشعر بالاطمئنان والسكينة، ونجد ذلك بوضوح في قوله تعالى ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ” البقرة: 8 – 10؛ فالكاذب مريض القلب؛ لأن الكذب نقيض الصدق، والصدق يهدي إلى البر، والكذب يهدي إلى الفجور.

– الكذب سبب للحرمان من نعمة الهداية: قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ” غافر: 28. ففي هذه الآية وعيد من رب العالمين لمَن يتجرأ على هذا الخُلُق البغيض، فتجد أن الكذَّاب محروم وبعيد عن هداية الله تعالى، بعيد عن الصراط المستقيم؛ لأنه اختار الطريق المعوج المظلم؛ طريق الكذب، فكان الجزاء من جنس العمل.

– الكذب يهدي إلى الفجور، وصاحبه متوعد بالنار: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “… وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذبُ ويتحرَّى الكذب؛ حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا”.