من أهم شروط الأخوة في الله النصح والتواصي في الله، ويكفينا قول الله تعالى في الكتاب الكريم: ” وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ” العصر: 1 -3، أقسم سبحانه أن الناس جميعًا في خسران وهلاك في دنياهم، وفي آخرتهم هالكون إلَّا الأقلِّين عددًا، الأكثرين فضلًا؛ وهم الذين:
– آمنوا بالله إيمانًا صادقًا، واعتقدوا ما يليق به من صفات، ونزَّهوه عما لا يليق به، وصدَّقُوا رسوله صلى الله عليه وسلم.
– وعملوا الصالحات.
– وتواصَوا بالحقِّ، وتواصَوا بالصبر.
ومنها الإصلاح بين الناس، فجعل الله تعالى الإصلاح بين الأخوَينِ من التقوى، وحسبنا قوله تعالى: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ” الحجرات: 10.
ومن أهم شروطها كذلك عدم التكلُّف، والتواضُع، فما قطع الناس ولا أحدث فيهم الجفاء إلا نظرهم لمن فوقهم وعدم نظرهم إلى من تحتهم، واتِّخاذ الشيطان عدوًّا، وتقوى الله ما استطعنا، والحب في الله والبُغْض في الله، والإعطاء لله والمنع لله، والتعاوُن على البرِّ والتقوى، وعدم التعاوُن على الإثم والعدوان. كذلك أن يحبَّ المرء لأخيه ما يحبُّ لنفسه، ويكره له ما يكرهه لنفسه؛ يحبُّ له الخير والهداية والغنى والتفقُّه في الدين، ويدفع عنه الشرَّ والأذى ما استطاع، ويشكر له إذا أحسن، ويتجاوز عنه إذا أساء، وليعامله بما يحب أن يُعامَل به، وأن يحب كلٌّ منكم أخاه في الله حبًّا لا يشوبه غرضٌ ولا عِلَّةٌ، ولا يؤثر فيه فقرٌ ولا غنى، وأن يبغض لله وأن يصل لله، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، مع حب الخير للمسلمين عامة.